تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تدعي تواجد الممثل الصيني المشهور، جاكي شان، في دمشق لتصوير فيلم من إنتاجه.. فما حقيقة ذلك؟
كتبت إحدى الصفحات على موقع “فيسبوك”: “الممثل العالمي جاكي شان في حي الحجر الأسود بدمشق”.
جاء ذلك بعد بدء تصوير فيلم “هوم أوبرايشن” وهي المرة الأولى لتصوير فيلم صيني في سوريا، قصته تدور في عام 2015 حول إجلاء المواطنين الصينيين والأجانب من اليمن بعد الحرب التي قسمت البلاد عام 2014.
وقرر صُناع الفيلم التصوير في سوريا بدلًا من اليمن، لأن الأخيرة مكان غير آمن لتصوير، وإن كان الفيلم نفسه يتحدث عن دولة وهمية اسمها “بومان”.
حقيقة مشاركة جاكي شان
ورغم أن الفيلم من إنتاج جاكي شان، فإنه لم يزر سوريا في حياته ولم يحضر إليها من أجل الفيلم، حسبما أكد المنتج المنفذ للفيلم زياد علي لوكالة فرانس برس.
وشاهد مراسلو الوكالة الخميس عمليات تصوير أول مشاهد الفيلم، ونقلوا نفي المخرج والقائمين مشاركة جاكي شان فيه أو قدوم أي ممثل صيني إلى سوريا.
وقال المخرج المنفّذ رواد شاهين لوكالة فرانس برس “لا توجد أية مشاهد تمثيلية لجاكي شان في سوريا ولن يزور دمشق حاليًا، وهو المنتج الرئيسي فقط”.
جدل على مواقع التواصل
وبعد أكثر من 11 عاماً من نزاع مدمّر، تحولت مناطق واسعة في سوريا إلى استوديوهات مفتوحة لمشاهد الدمار والحرب.
وضجّ الخميس حي الحجر الأسود شبه الخالي من السكان بفريق العمل الصيني وممثلين ثانويين سوريين، ارتدى بعضهم الزي اليمني. وقد حضر افتتاح التصوير الخميس سفير جمهورية الصين التي حافظت على علاقة متينة مع السلطات السورية المعزولة دوليًا.
وجراء المعارك والقصف، تمّت تسوية مساحات واسعة من حي الحجر الأسود بالأرض. وبات عبارة عن تكتل أبنية منهارة أو متصدعة لا حياة فيها. وعادت قلّة من سكان الحي إليه، بينما لا تزال غالبيته غير مأهولة.
وأثار التصوير في منطقة سكنية مدمرة الجدل على المواقع التواصل، في الوقت الذي لم يرجع معظم ساكنيه إلى منازلهم جراء مساحات الدمار الواسعة التي خلفتها أعنف المعارك في المنطقة طيلة سنوات.
وقال المخرج المنفّذ في سوريا رواد شاهين لوكالة فرانس برس “تحولت مناطق الحرب في سوريا إلى استوديو سينمائي يجذب المنتجين لتصوير أفلامهم”.
وأضاف “بناء أماكن مشابهة مكلف جداً، هنا يوجد استوديو جاهز ومناسب لأي شخص يرغب بتصوير أي مشهد مرتبط بالحرب”.
ولن يقتصر تصوير الفيلم الصيني على الحجر الأسود، بل سيشمل مناطق أخرى شهدت معارك مدمرة بينها مدينتا داريا ودوما قرب دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد.
أكثر الدول حصولًا على الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي