الحرب خدعة كما يقولون، يمكن أن تكون مناورة واحدة، أو حيلة ذكية واحدة هي الفرق بين النصر والهزيمة، كان هذا بالتأكيد هو الحال مع حصان طروادة ، وهي حركة تكتيكية رائعة سمحت لليونانيين بالسيطرة على طروادة.
ولكن في حين أن قصة حصان طروادة قد تكون من الخيال، هناك العديد من الحيل والتكتيكات العسكرية التاريخية التي منحت أصحابها النصر، إليكم أبرزها.
القطط في ساحة المعركة
بالعودة إلى عام 525 قبل الميلاد ، اندلعت حرب بين الفرس والمصريين القدماء، في معركة تعرف باسم بيلوسيوم، حيث تمكن القائد الفارسي قمبيز الثاني من استغلال فكرة تقديس الفراعنة للحيوانات وتحديدًا القطط، وجعل جيشه يقاتل بصور للقطط مرسومة على دروعهم ، بالإضافة إلى ذلك، أطلقت القوات الفارسية عددًا كبيرًا من القطط والكلاب والأغنام على الخطوط الأمامية.
كان المصريون يخشون من إلحاق الأذى بالحيوانات، وكانوا قلقين للغاية من رؤية الجنود الفرس وهم يلقون القطط عليهم حتى فروا مذعورين، مما تسبب في مقتل العديد من الجنود المصريين في هذه المعركة، ليتمكن الفرس من السيطرة على مصر بسهولة نسبية.
سجائر الأفيون
في الحرب العالمية الأولى، تورط البريطانيون والعثمانيون في معركة بطيئة وطويلة الأمد ولكن خطر للبريطانيون وقتها فكرة ذكية، عندما علموا أن السجائر قد نفدت من العثمانيين، ليقوموا بإرسال علبًا مليئة بالسجائر للعدو مرفقة بدعاية تدف لإضعاف معنويات خصومهم والاستهزاء بهم.
ثم استعد البريطانيون لمهاجمة العدو، قبل أن يقوموا بإرسال المزيد من السجائر، ولكن هذه المرة مليئة بالأفيون.
وبحلول الوقت الذي شن فيه البريطانيون هجومهم، تمكنوا من تحقيق الانتصار بسهولة، حيث لم يتمكن البريطانيون من القتال؛ بسبب تأثير الأفيون.
عملية Mincemeat
في عام 1943، توصلت المخابرات البريطانية إلى خطة غريبة لخداع النازيين وأطلقوا عليها اسم عملية Mincemeat ، والتي تمثلت في وضع وثائق مزيفة داخل جيوب جثة رجل ميت وإطلاق الجثة في البحر قبالة سواحل إسبانيا.
كانت الجثة لرجل بلا مأوى ولكن تم إعطاؤه هوية مزورة لتمريرها على أنها لضابط بريطاني ميت، وكان الأمل في أن يعثر الألمان على الجثة وأن يصدقوا محتويات المعلومات المزيفة المرفقة بها.
وبالفعل نجحت الحيلة وقادت الألمان إلى الاعتقاد بأن الحلفاء كانوا سيغزون اليونان وسردينيا بدلاً من صقلية، نتيجة لذلك، قاموا بتحويل القوات إلى هذه المناطق، مما ساعد بريطانيا والحلفاء على غزو صقلية بنجاح، لذلك تعتبر عملية Mincemeat واحدة من أنجح عمليات الخداع التكتيكي في التاريخ العسكري حتى الآن.
قطيع حنبعل
في عام 216 قبل الميلاد، وجد القائد القرطاجي حنبعل نفسه وجيشه محاصرين في واد بكامبانيا، ولسوء الحظ ، كان جيشه يقع في واد حيث كان الرومان يحرسون المخرج الوحيد – وهو ممر جبلي.
ولم يرَ “حنبعل”، أي طريقة أخرى للهروب، سوى خطته الذكية التي تمثلت في أخذ قطيعًا من الماشية ودفعهم نحو الممر بمصابيح مشتعلة على قرونهم.
اعتقد الرومان أن الماشية هي جنود حنبعل، وهرعوا لمواجهتهم وانزلق جيشه بأمان تحت جنح الليل. إنها حيلة تبرز في التاريخ كواحدة من أكثر المناورات العسكرية ذكاءً، وهي شهادة على براعة حنبعل كقائد عسكري.
هل انتهى عصر نزع الأسلحة النووية؟ معهد “سيبري” يُجيب