استخدم النازيون الغازات الكيماوية بكثافة شديدة ضمن القتل الجماعي للتخلص من المصابين بإعاقات جسدية وذهنية، حيث وافق هتلر على ذلك بعدما وصفهم بأنهم غير مؤهلين للعيش.
أوكل القائد النازي حينها لعدد من الأطباء من أمثال كارل براندت وفيليب بوهلر مهمة الإشراف على هذه العملية، التي أسفرت في نهاية المطاف عن مقتل ما لا يقل عن 75 ألف ألماني.
كانت شاحنات الغاز من ضمن الطرق المعتمدة للقتل ضمن برنامج أكتيون تي 4، والتي حشر بها المعوقون قبل أن تطلق عليهم غازات سامة، مثل أول أكسيد الكربون.
ظهرت هذه الشاحنات لأول مرة في الاتحاد السوفيتي، واستُخدمت بكثافة من قبل مفوضية الشعب للشؤون الداخلية أثناء فترة التطهير الكبير الستاليني، في ثلاثينيات القرن الماضي.
اتجه أفراد مفوضية الشعب للشؤون الداخلية لاستخدام هذه العربات للتخلص ممن وصفوا بأعداء الاتحاد السوفيتي.
تعمل هذه الشاحنات بالوقود.. مجهزة بصناديق كبيرة يوضع فيها السجناء ليُقتلوا بالبخار والحرارة والدخان المتصاعد من المحركات والغازات السامة وسط غياب للأكسجين.
واتجهت مفوضية الشعب السوفييتية لاعتماد هذه الطريقة، حيث وضع المساجين المحكومون بالإعدام، داخل هذه العربات عراة ومكبلين ومعصوبي الأعين، تزامنًا مع سد أفواههم بخرقات مبللة ليختنقوا داخلها ويفارقوا الحياة قبل بلوغ مواقع الدفن الجماعية.
خلال تنقله نحو أراضي الاتحاد السوفيتي عقب عملية بربروسا عام 1941، تابع قائد فرق الأس أس الألمانية، هنريش هملر تأثير عمليات إعدام الأطفال والنساء رميًا بالرصاص على جنوده. وأمام هذا الوضع، أوكل الأخير لنظيره آرثر نيبي، مهمة البحث عن طريقة أكثر فاعلية للتخلص من المدنيين دون اللجوء لرميهم مباشرة بالرصاص.
وانطلاقاً من ذلك، أيد النازيون فكرة استخدام شاحنات الغاز التي استخدمت في وقت سابق بألمانيا ضد المعوقين.
حسب العديد من الشهادات، استخدمت شاحنات الغاز النازية بكثافة قرب مناطق كراسنودار السوفيتية سنة 1943، فخلال تلك الفترة، عمد النازيون لاستخدامها لقتل ما يزيد عن 7000 معتقل سوفيتي دفنوا فيما بعد بمقابر جماعية، أيضاً، اعتمدت فرق الأس أس على عربات الموت بعدد من المعسكرات، خاصة بمعسكر الموت بشيلمنو.
وبحسب تقارير استخدمت لاحقًا بمحاكمات النازيين عقب الحرب العالمية الثانية، زودت مؤسسة Gaubschat Fahrzeugwerke GmbH فرق الأس أس بعشرين شاحنة مخصصة لقتل المعتقلين استخدم بعضها في كراسنودار. ومع نهاية النزاع العالمي على الساحة الأوروبية، قدّر عدد ضحايا هذه العربات بنحو 700 ألف ضحية.
“معركة السجق”.. حين خسر السوفييت ضد الفنلنديين
لماذا تعرض الفنلنديون للتهجير القسري والإعدام من الاتحاد السوفييتي؟
لقاح من وسط الحرب.. عندما تعاون السوفييت والأمريكان لإنقاذ الملايين
