في مثل هذا اليوم، 13 يونيو عام 1982، تولى الأمير فهد بن عبد العزيز، حكم المملكة العربية السعودية، بعد وفاة الملك خالد بن عبد العزيز.
وشهدت فترة حكم الملك فهد عدة مواقف إنسانية، روى بعضها معالي الفريق أول محمد بن حمدان بن مثيب الموركي البقمي، والذي كان مرافق الملك.
يقول الموركي: “تعلمت من الملك فهد الوفاء والحزم والتفاني لتحقيق الأهداف، ولم أر إنسانًا في حياتي يملك من العمق وبعد النظر كفهد بن عبد العزيز”.
وتحدث الموركي كيف كان الملك فهد يدير الأزمات، يختلي بنفسه كثيرًا، يتمتع بعقلية جبارة، يختزن من المعلومات الجغرافية والتاريخية الشيء الكثير، مضيفًا أنه كان سياسيًا محنكًا، يستمع لكل الآراء، وفي النهاية يكون رأيه صائبًا”.
وروى الموركي مرافق الملك فهد العديد من المواقف الإنسانية للملك فهد، منها أنه في إحدى المرات، وأثناء عودة الملك فهد إلى قصره في الرياض وجد امرأة بالقرب من القصر وفي يدها ملف وعندما شاهدها، قبل نزوله من السيارة قال لي: “روح عاين وش عندها بسرعة”،
يستكمل الموركي: فذهبت للمرأة وسألتها: ماذا تريدين؟ قالت: أنا مواطنة من حفر الباطن، أريد رخصة قيادة لأنني أرملة وأم أيتام وليس عندي من يقضي احتياجاتي، ولا أريد شيئًا سوى رخصة قيادة، وعدت للملك ونقلت له طلبها، فقال لي: تأكد عن طريق حفر الباطن، فنفذت ما أمر به وتأكدت من طلبها وحقيقة ما تقوله وعدت للملك وأخبرته فقال: «نحن أولى بأبنائها منها»، وأمر بشراء بيت لهم وصرف راتب شهري.
يشير الموركي إلى موقف إنساني آخر، عندما كان الملك فهد مدعوًا على وليمة عشاء عند صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في الرياض “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز”، فقال الملك فهد: “خل الأفراد يجون يتعشون معنا”، وكان أحدهم أول مرة يجلس مع الملك على صحن واحد ولم يستطع أن يأكل والجميع لاحظ ذلك ومنهم الملك فهد، الأمر الذي جعل الملك يترك العشاء لما رأى ارتباك هذا الشخص، وقال لنا “عندي مكالمة”. فقلت للفرد مازحًا: “تعش تعش، قومت الملك، والله لتأكل الصحن كله”، مشيرًا إلى أن الملك فهد، رحمه الله، كانت له هيبة كبيرة.