عرف الإنسان تدخين التبغ بمختلف أشكاله منذ مئات السنوات، قبل أن يُعرف أن الحصول على النيكوتين بهذه الطريقة له أضرار صحية متعددة وتسبب الأمراض المميتة.
وسعى المخترعون لإيجاد طرق جديدة للحصول على نسبة عالية من النيكوتين، دون السجائر ذات الرائحة الكريهة.
في القرن التاسع عشر بدأ الأطباء في رؤية حالات سرطان الشفاه لدى المدخنين، وبعد فترة وجيزة بدأت بعض التقارير الأولى عن سرطان الرئة في الظهور، حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من 1000 حالة بحلول عشرينيات القرن الماضي.
بداية قبل أوانها
في عام 1963 ابتكر، هربرت جيلبرت، سيجار “لا تدخن ولا تحتوي على تبغ”، لكنه لم يتمكن من العثور على أي مصنّعين مهتمين بصنع المنتج.
كان اختراع جيلبرت خاليًا من النيكوتين، لكنه أنتج بخارًا بنكهة ليحل محل دخان التبغ، لكن في هذا الوقت كان أغلب الناس يدخنون، غير مهتمين بالبحث عن بديل صحي، رغم معرفتهم لأضرار التدخين القاتلة.
إضافة لذلك كانت هناك تحديات تقنية أخرى خاصة بالبطاريات وإعادة شحنها، والتي كانت مكلفة وثقيلة الوزن وتخزينها للطاقة محدود، ما لم يشجع على انتشار الاختراع الجديد.
ظهور الاختراع مرة أخرى
بعد نحو 40 عامًا من النسيان، ظهر اختراع جيلبرت مرة أخرى في الصين، عام 2001، حيث كان هون ليك صيدليًا وخبيرًا في الطب التقليدي الصيني، وقد توفي والده مؤخرًا بسبب سرطان الرئة، وقرر هون، وهو مدخن شره، أن الوقت قد حان للإقلاع عن هذه العادة.
بدأ هون في تجربة نظام التبخير، واختبر سوائل مختلفة، للعثور على سوائل يمكن أن تماثل الشعور باستنشاق دخان التبغ، وفي النهاية استقر على البروبيلين جليكول، وهو مادة مضافة غذائية شائعة وغير سامة، وتنتج بخارًا مُرضيًا، وتصنع مذيبًا جيدًا للنيكوتين والمنكهات، إلى جانب الجلسرين النباتي، وهو أحد المكونات الرئيسية في السائل الإلكتروني.
تغلب هون على المشكلات التقنية ببطاريات الليثيوم أيون الحديثة، فهي كافية لتخزين الطاقة المطلوبة لمدة طويلة لتشغيل السجائر الإلكترونية.
أول سيجارة إلكترونية
كان عام 2007 شاهدًا على ظهور أول سيجارة إلكترونية في الولايات المتحدة، ومن بعدها أصبحت اتجاهًا شائعًا بين عموم الناس، لتشهد بعد ذلك تطورات في التصميم والدخان المستنشق، ومنذ ذلك الحين تم تجربة العشرات من التحسينات، وبعضها أصبح سائدًا في صناعة التدخين الإلكتروني حتى اليوم.
هل تدخين السجائر الإلكترونية آمن ولا يسبب أضرارًا؟.. إليك الحقيقة
بغداد والمنامة في المقدمة.. كم عدد السجائر التي يدخنها سكان عواصم العالم بشكل غير مباشر؟