تطورات ميدانية تشهدها الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت أواخر فبراير الماضي، وسط إعلان روسيا نيتها السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل مع دخول عملياتها العسكرية شهرها الثالث. إذ نشرت روسيا قاذفات صواريخ إسكندر-إم في منطقة بيلغورود على بعد 60 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية، بحسب ما ذكرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.
يسعى الجيش الروسي للسيطرة على مناطق الساحل الأوكراني، بالإضافة إلى إحكام السيطرة على 3 نقاط حيوية وهي دونباس وخاركيف وميناء ماريوبول الاستراتيجي.
أهداف عسكرية جديدة لموسكو، وصفها محللون بالتغير في بوصلة التحرك على الأرض مع دخول العملية العسكرية شهرها الثالث، ويأتي هدف روسيا الحالي في المرحلة الثانية للعملية العسكرية، هو عزل أوكرانيا والسيطرة على جميع المنافذ لمنع وصول السلاح الغربي والأمريكي، لكن هناك أهداف أخرى للرئيس فلاديمير بوتين، فما هي؟
الأهداف الروسية المعلنة في المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتمحور حول ضمان وجود ممر بري إلى شبه جزيرة القرم، على الرغم من تأكيدات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن قواته لا تزال تقاوم القوات الروسية في ماريوبول، إلا أن هناك توقعات بسقوطها في غضون أيام.
على هذه الخلفية، تعد ماريوبول جزءًا مهمًا من عملية الجيش الروسي، لأنها بسقوطها سوف تعزل أوكرانيا عن البحر وبالتالي منع استقبال الأسلحة الغربية المتطورة من الوصول إلى الحكومة في كييف.
في حين ركزت وسائل الإعلام الغربية التي تقودها الولايات المتحدة على الخطاب حول جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها روسيا ضد المدنيين الأوكرانيين، تلقى مصنع آزوف ستال الذي افتتح في عام 1930 ، اهتمامًا إعلاميًا وسياسيًا وعسكريًا واسعًا، لكن لماذا؟
يعد “آزوفستال” المنفذ الأخير للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول، إذ أنها قلعة خرسانية ضخمة تم بناؤها على مساحة حوالي 12 كم بين نهر كارميوس وبحر آزوف، ولها ميناء شحن خاص بها، ونظام معقد من مرافق تحت الأرض.
وتأمل روسيا في عزل وإعادة تشكيل دونباس وسواحل ماريوبول من خلال شن هجمات واسعة النطاق وناجحة في خريطة منطقة دونباس، وذلك بغض النظر عن وضعها الثانوي الحالي.
ومن المتوقع أن يكون لروسيا نصيب الأسد في مناطق الشرق الأوكراني لكن هذا سيكلفها ثمنًا باهظًا لما اكتسبته قوات أوكرانيا من خبرات عسكرية لا سيما عقب تزويدها بمعدات وآليات وأسلحة غربية قوية.
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي، وزير الدفاع سيرجي شويغو بعدم مهاجمة مصنع يازوستار للمعادن بعد أن حاصرت القوات الروسية المصنع، مما أعطى القوات الأوكرانية المحاصرة فرصة للاستسلام ورفع الراية البيضاء.
كيف تأثرت ثروات أثرياء روسيا وأوكرانيا؟
الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء الحرب