قصف غير مسبوق قوي تفرضه القوات الروسية على مدينة ماريوبول الأوكرانية الواقعة على ساحل بحر آزوف.. أسابيع من الحصار وآلاف من القتلى ورغم ذلك ما زالت المدينة تقاوم.
أكثر من 90% من مباني المدينة تحولت إلى أنقاض، كما تظهر الصور الملتقطة بالقمر الصناعي، لكن ما تشهده هذه المدينة ليس بالأمر الجديد، فروسيا سارت على نفس التكتيك العسكري في سوريا والشيشان قبل ذلك، فماذا حدث؟
الشيشان.. لرد الاعتبار
انهار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وتفككت دوله وأعلنت عدة جمهوريات الاستقلال عنه، بما في ذلك جمهورية الشيشان الواقعة في الجنوب، ردت روسيا على بحملة عسكرية برية مع قصف جوي وبالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل نحو 4 آلاف مدني شيشاني.
استمرت العملية العسكرية الروسية في الشيشان عامين تقريبًا، ورغم تحول العاصمة غرزوني إلى مدينة أشباح ودُمرت معظم المباني فيها، فإن الروس فشلوا في السيطرة عليها، بعد مقاومة المقاتلين الذين كانوا يتصيدون المدرعات والآليات العسكرية الروسية في شوارع وأزقة المدينة.
وُقع الرئيس الروسي السابق، بوريس يلتسن اتفاقية سلام عام 1996 مضطرًا، وانسحبت القوات الروسية وحصلت الشيشان على حكم ذاتي بصلاحيات واسعة لكن في إطار جمهورية روسيا الاتحادية.
بعدها بأعوام كُلِّف فلاديمير بوتين بمنصب رئيس الوزراء عام 1999، وبدأ عهده بعملية عسكرية عنيفة على الشيشان لرد اعتبار الهزيمة، وحاصر العاصمة غرزوني لعدة أشهر تحت قصف لم يتوقف حتى دخلت القوات الروسية المدينة.
وقالت الأمم المتحدة لاحقا إن غروزني كانت المدينة الأكثر دمارًا على وجه الأرض منذ الحرب العالمية الثانية، لدرجة أن كبار العسكريين الروس لم يجدوا أي مبنى يصلح للجلوس فيه.. كانت المدينة كلها مجرد أنقاض، بعدما سُحق من بداخلها بفعل الانتهاكات والمذابح والاغتصاب وأعمال النهب.
حلب.. دمار يشبه الزلزال
دخلت قوات المعارضة السورية شرق مدينة حلب وتحصنت فيه عام 2012، وكانت المدينة التاريخية بمثابة خط المواجهة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، حتى تدخلت روسيا.
في 2015 ألقت روسيا بثقلها العسكري إلى جانب الحكومة السورية، وبدأت الطائرات الروسية بشن عشرات الغارات الجوية يوميًا إلى جانب الهجمات الصاروخية للبوارج الحربية الروسية في البحر المتوسط.
فرضت الحكومة السورية، بدعم القوات الروسية، الحصار على القسم الشرقي من حلب الذي كان يضم نحو ربع مليون شخص وقطعت عنه كل الإمدادات وسط حملة قصف عنيفة، وبعدها شنت عملية عسكرية برية ضخمة للسيطرة على المدينة وترافق ذلك مع حملة مكثفة من القصف الجوي.
تسبب الحصار في دمار الأحياء الشرقية من المدينة لدرجة أن شوارعها بدت كما لو أنها تعرضت لزلزال عنيف.
رمضان قديروف.. من هو رئيس الشيشان الداعم لروسيا؟