في الـ19 من نوفمبر عام 2015، كانت مدينة سيهات بمحافظة القطيف شرق السعودية، كعادتها هادئة تتعانق شواطئها الذهبية المُطلة على مياه الخليج، مع شموخ نخيلها الوارف، في جو من الطمأنينة والأمن الذي كانت تحفظه دورية أمنية مكونة من رجلي أمن سعوديين يؤديان واجبهما، قبل أن يتلقيا وابلاً من الرصاص الغادر اخترق جسديهما ليفارقا الحياة على الفور، في مأساة كان وراءها «صانع القنابل» وأحد أخطر الإرهابيين في المنطقة، هيثم بن إبراهيم المختار.
وكان اسم «المختار»، قد ورد ضمن قائمة تشمل 81 إرهابياً، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تنفيذ حكم القتل فيهم لاعتناقهم الفكر الضال والمناهج المنحرفة الأخرى.
لم يكتف «صانع القنابل» الماهر في إرهابه بإزهاق حياة رجلي الأمن السعوديين، بل شكّل مع آخرين خلية إرهابية شديدة الخطورة عُرفت باسم «قائمة الـ23» التي أعلنت عنها الداخلية السعودية، في يوم 3 يناير 2012م؛ ليبدأ رحلته الإرهابية لاستهداف رجال الأمن السعوديين ومختلف الأبنية الأمنية؛ بجانب إحداث الشغب وإثارة الفوضى، وإتلاف الممتلكات العامة.
وبمخزون هائل من الخيانة لبلاده، بدأ «صانع القنابل» في تلقي تعليمات من تنظيمات إرهابية خارج السعودية، رافضاً نداءات الداخلية السعودية المُتكررة بتسليم نفسه، ليواصل تنفيذ ما يتلقاه من أوامر إرهابية، حيث أطلق النار على دورية مرور في حي الخويلدية بمحافظة القطيف، في يوم 10 نوفمبر عام 2015م؛ فأصاب مساعد قائد دورية المرور، واثنين من المارة المدنيين.
وصعّد من إرهابه بالتخطيط لمهاجمة المقرات الأمنية بمحافظة القطيف، بقنابل المولوتوف التي يتقن صناعتها، مما تسبّب في اشتعال النيران في أحد المقرات الأمنية في المحافظة، يوم 10 يناير 2016، كما كرّر هجماته مع مجموعة من الملثمين بقذف مبنى أمني آخر بقنابل المولوتوف، مسبباً اشتعال فنائه.
وظلّ «صانع القنابل» هيثم المختار، هارباً يستهدف رجال الأمن والمقرات الأمنية بالقطيف؛ حتى تمكنت الداخلية السعودية من القبض عليه وبقية خليته الإرهابية؛ ليُنفَّذ فيه حكم الإعدام يوم 12 مارس الجاري، ويُحيَّد خطر إحدى أخطر الخلايا الإرهابية في الداخل السعودي.
سعودي يبتكر فكرة لتخزين مياه الأمطار باستخدام الصخور في “الباحة”
قصة شقيقين سعوديين.. من «رغد العيش» إلى الهلاك في سبيل «داعش»