تعتبر الأزمة الروسية الأوكرانية، من أخطر الأزمات التي تواجه أوروبا منذ عدة سنوات، فكل الجهود الفرنسية الألمانية لاحتواء الأزمة لم تغير شيء فالوضع يزداد توترًا.
ولفهم كيف تسير الأمور سنحاول أن نستعرض لكم أهم المحاور التي رسمت ملامح الأزمة.
صيغة نورماندي
تسمى أيضًا مجموعة اتصال نورماندي، تتكون من روسيا وأوكرانيا طرفي النزاع بالإضافة إلى الوسيطين ألمانيا وفرنسا تأسست عام 2014، في أعقاب الصراع العسكري الذي نشب في “دونباس” الأوكرانية القوات الحكومية ومجموعة من الميليشيات الانفصالية المدعومة روسيًا، وتركزت محادثاتها على سبل تهدئة الصراع، لتسفر في النهاية عن توقيع اتفاقية مينسك عام 2015، وتجددت محادثتها في يناير 2022 لمحاولة احتواء الأزمة.
منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
تضم 57 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، وتحاول بشكل مباشر تقريب وجهات النظر دبلومسيًا لاحتواء الأزمة.
منظمة الأمن هو التجمع الوحيد الذي يضم كافة دول أوروبا وأمريكا الشمالية، وتعتبر استمرار لـ “مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا”، الذي تأسس عام 1975 خلال فترة الحرب الباردة، إذ تشكل قبل حلف الشمال الأطلنطي بقيادة أمريكا.
بعد الحرب الباردة تحولت المنظمة بمسماها القديم إلى حالة دبلوماسية إيجابية بين الدول الأوروبية، لوأصبحت منتدى للنقاش بين القوتين العظميين والدول الأوروبية
في عام 1995، تغير اسم “مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا” إلى “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، لتصبح منصة دبلوماسية مهمة لحل الخلافات الجيوسياسية في أوروبا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى تخفيف حدة التوتر بين أمريكا وروسيا.
اتفاقية مينسك
تم توقيعها في عام 2015 بعد لقاء جمع بين الرئيس الأوكراني “بترو بوروشنكو”، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في “مينسك” البلاروسية، وكان ذلك بوساطة ألمانية فرنسية من المستشارة السابقة، “إنجيلا ميركل”، والرئيس الفرنسي حينها “فرانسوا هولاند”، من خلال “صيغة نورماندي”.
المفاوضات التي جرت على هامش توقيع اتفاقية “مينسك”، أسفرت عن وقف الصراع المسلح في شرقي أوكرانيا، بالإضافة إلى التوافق على تشكيل إنشاء مجموعة من ثلاثة أطراف، وهي روسيا وأوكرانيا و”منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، لتنفيذ اتفاقية “مينسك.”
بالتزامن مع توقيع الاتفاقية من جانب روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أعلنت الميليشيات المدعومة روسيًا إنشاء جمهوريتين مستقلتين، هما “دونيتسك” و”لوهانسك”، ولكنهما لم يحظيا بالاعتراف الدولي.
تنص اتفاقية “مينسك” على الوقف الفوري لاطلاق النار، بالإضافة إلى سحب الأسلحة الثقيلة من طرفي النزاع مع الترتيب لسلسلة من اللقاءات بعد وقف النزاع.
التفاقية لم تنفذ بالكامل، وتبادل طرفي الاتفاق الاتهامات بشأن خرق الاتفاقية، ليستمر القتال ولكن بصورة محدودة وقتها.
[two-column]
ترتبط “دونباس”، بعلاقات عميقة ووطيدة، مع روسيا فحوالي 40% من سكانها يتحدثون الروسية، واعترفت أوكرنيا بالوضع شديد الخصوصية لدونباس في اتفاقية “مينسك”، مع الموافقة على منحها المزيد من صلاحيات الحكم الذاتي.
[/two-column]
دونباس
تمتلك هذه المنطقة أكبر احتياطيات الفحم في أوكرانيا، وكانت من أهم المراكز الصناعية الثقيلة في الاتحاد السوفيتي، حيث تتكون هذه المنطقة من الأساس من منطقتي لوهانسك، ودونيتسك، والأخيرة هي العاصمة غير الرسمية لدونباس، وخامس أكبر مدينة في أوكرانيا.
وترتبط “دونباس”، بعلاقات عميقة ووطيدة، مع روسيا فحوالي 40% من سكانها يتحدثون الروسية، واعترفت أوكرنيا بالوضع شديد الخصوصية لدونباس في اتفاقية “مينسك”، مع الموافقة على منحها المزيد من صلاحيات الحكم الذاتي.
وفي عام 2014 وافق الناخبون في منطقة القرم على الاتحاد مع روسيا، وهي النتيجة التي كانت محل خلاف كبير، لتصر “موسكو” على ضم “القرم”، مبررة موقفها بأنها انحازت للشرعية، وهو ما دفع أمريكا لفرض العديد من العقوبات عليها.
خط “نورد ستريم 2”
هو مشروع خط أنابيب جديد، يستهدف طوله 1200 كيلومتر، يهدف لنقل الغاز من غربي روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق، حيث تكلف إنشاؤه مليارات الدولارات، وبمجرد تشغيله ستتمكن روسيا من مضاعفة كميات الغاز المنقولة إلى ألمانيا، ويعتبر هذا الخط من أهم أوراق الضغط الأوروبية على “موسكو”، لمنع “بوتين”، من غزو أوكرانيا.
“دونيتسك ولوهانسك”.. اشتعال التوترات بين روسيا وأوكرانيا
5 عوامل لفهم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.. كيف بدأت؟
سيناريوهات لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.. هل يمكن أن تمنع الحرب؟