خلال الحرب العالمية الأولى تنامى التمدد البريطاني، وأرادوا دخول الخليج العربي من خلال العراق، وكانوا محملين بأحدث الأسلحة، وقد دخلوا البصرة عام 1914 لكنهم لم يصلوا إلى بغداد إلا عام 1920.
بعدها تم تأسيس الجيش العراقي عام 1921، وهو أقدم جيوش الشرق الأوسط في العصر الحديث، بدأ بخريجي المدرسة الحربية في إسطنبول، حيث دربت العديد من أبناء العشائر وأعطتهم الخبرات العسكرية والحربية.
عمل هؤلاء الخريجون على تحرير وطنهم، ومع انهيار الدولة العثمانية نال الجيش العراقي استقلاله ليقاوم الاحتلال البريطاني، بقيادة نوري السعيد ومساعديه، جعفر العسكري وياسين الهاشمي، وتولوا تأسيس الجيش بضباط عراقيين منتسبين إلى الجيش العثماني، ومجموعة من الذين تدربوا في المدارس الحربية، إضافة إلى تعريب الرتب والمسميات العسكرية، وصدر قانون خاص بالجيش ينظم الخدمة العسكرية والجرائم والعقوبات والمحاكم، وكانت الخدمة اختيارية غير إلزامية، حتى عام 1935.
عمل الضباط الإنجليز الكبار على تدريب الجيش الناشئ، فزادت خبراته وتفوق عدد كبير من ضباط الجيش العراقي الذين تخرجوا في “ساند هيرست”، أهم كلية حربية في العالم.
عُين على الجيش العراقي مستشار عام بريطاني، للسيطرة عليه، ما أثار غضب الجيش من استبدال الاستعمار العثماني بآخر بريطاني، في الوقت الذي كان يسعى للاستقلال وتأسيس الأحزاب.
بحلول عام 1930 تم توقيع اتفاقية بين بريطانيا والعراق، حلت محل معاهدة 1922، التي فرضت الانتداب آنذاك وحولت المندوب السامي إلى مستشار للسياسة الخارجية وحماية المواصلات البريطانية ودخول العراق عصبة الأمم.
تغير التأسيس الحذر للجيش العراقي بعد تغيير النظام الملكي عام 1985 وتولي حركة الضباط الأحرار الحكم، والذين عملوا على تنويع مصادر الأسلحة وأنواعها، إضافة إلى الاعتماد على الاتحاد السوفييتي وقتها.
أزمات الجيش العراقي
شهد الجيش العراقي على مدى تاريخه التأسيسي عدة أزمات، أبرزها أنه لم يكن مستقلًا عن الإدارة السياسية، إضافة إلى كثرة الانقلابات التي شهدتها البلاد، ومن أكثر الأزمات أهمية هو أنه أول جيش عربي يفكك بقوة احتلال أجنبي عام 2003، لتتحول البلاد إلى قيادات الميليشيات، ويدفع العراق ضريبة الفوضى التي تسبب بها الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الذي تسلم قرار حكم البلاد إبان حقبة الاحتلال.
كيف تغيرت التهديدات الإرهابية بعد 20 عاماً من هجمات سبتمبر؟