خلال عام 2021، عانى لبنان من أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، وانعكس ذلك في تردي الأوضاع المعيشية للبنانيين، الذين أرهقتهم المشقة في سبيل البحث عن لقمة الخبز.
ووصف البنك الدولي الأزمة في لبنان، بأنها “الأكثر حدة وقساوة في العالم”، فيما صنفها ضمن أصعب 3 أزمات سُجلت في التّاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
وحسب دراسة لمؤسّسة “الدولة للمعلومات”، زاد معدل جرائم السرقة في عام 2021، بنسبة 137% عن عام 2020، وأرجعت أسباب الارتفاع إلى الأزمة الاقتصادية والمعيشية وتفاقم البطالة.
الفقر يلتهم سكان لبنان
وارتفعت نسبة الفقر في لبنان، خلال هذا العام، بفعل الأزمة، على نحو لافت، حسب تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، إذ طال الفقر 74% تقريباً من مجموع السكان في لبنان، بعدما سجل 55% في عام 2020، و28% في 2019.
ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه العملة الوطنية انهياراً، وأدى تدني قيمتها إلى فقدان رواتب اللبنانيين قيمتها وانخفضت قدرتهم الشرائية، فبعدما كانت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار مستقرة طوال أكثر من ربع قرن على 1510 ليرات، اهتزت للمرة الأولى في ديسمبر 2019، وبدأت تتدهور حتى لامست 29 ألف ليرة للدولار الواحد في ديسمبر الجاري.
أعداد كبيرة من المهاجرين
وأدى ذلك إلى ارتفاع عدد المهاجرين والمسافرين اللبنانيين بحثاً عن وضع أفضل وفرص تعين على الحياة، وقد وصل عدد اللبنانيين المهاجرين والمسافرين، بداية عام 2021 حتّى نوفمبر 2021، إلى 77 ألفاً و777 فرداً، مقارنة بـ17 ألفاً و721 فرداً في سنة 2020، حسب “الدولية للمعلومات”.
[two-column]
خلال عام 2021، عانى لبنان من أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، وانعكس ذلك في تردي الأوضاع المعيشية للبنانيين، الذين أرهقتهم المشقة في سبيل البحث عن لقمة الخبز
[/two-column]
بدورها، ارتفعت الهجرة غير النظامية بعدما كانت حكراً على النازحين السوريين خلال السنوات الماضية، فبدأ لبنانيون يلجؤون إليها بالرغم من خطورتها، عن طريق مراكب تنطلق من شواطئ لبنان إلى دول أوروبية.
وحسب أرقام أعلنها مؤتمر “كسر الصمت حول الانتحار”، في لبنان، فإن شخص واحد يُقدم على الأقل على الانتحار في كل 48 ساعة، ووصل عدد الوفيات التي سجلتها قوى الأمن الدّاخلي انتحاراً، إلى 1366 حالة خلال 11 عاماً، وفي 66% من الحالات كان المنتحرون ذكوراً، وفق الباحثين في المؤتمر.
اليونيسف تحذر من كارثة تواجه أطفال لبنان
“في أكثر من 20 قطاعاً”.. لبنان يسمح للاجئين الفلسطينيين بممارسة مختلف المهن