الحزن هو عاطفة أساسية يتم التعبير عنها وإدراكها بشكل متساوٍ عبر الثقافات، والمشاعر الأساسية مثل الغضب والسعادة والحزن فطرية وعالمية.
يُنظر إلى الحزن على أنه شعور سلبي، لكننا نميل إلى أن نجد المتعة فيه، فما هي طبيعة المتعة التي يشعر بها الناس من الاستماع إلى الموسيقى الحزينة؟
تشير الأدلة المتراكمة إلى أن المتعة في الاستجابة للموسيقى الحزينة مرتبطة بمجموعة من العوامل التالية، وفقًا لما ورد في مقال على psychology today.
الحنين
الموسيقى الحزينة هي محفز قوي لذكريات الحنين إلى الماضي، وقد يؤدي إعادة النظر لذكريات الماضي إلى تحسين الحالة المزاجية، خاصة إذا كانت الذكريات مرتبطة بلحظات محورية وذات مغزى في الحياة، فنتمتع بحلاوة هذه الذكريات من خلال التخيلات الحية، كما أن هناك شعورًا في تذكر الأوقات السعيدة، وكذلك الحزن على تفويت هذه الأوقات.
عاطفة انتقالية
تولد الموسيقى مشاعر غير مباشرة لدى المستمعين دون أن تترتب عليها آثار في الحياة الواقعية، كما تساعد الموسيقى في توجيه الإحباط أو التخلص من المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن.
عندما نستمع إلى الموسيقى الحزينة أو نشاهد فيلمًا حزينًا، ننفصل عن أي تهديد أو خطر حقيقي تمثله الموسيقى أو الفيلم، وعندما نبكي على جمال الموسيقى الحزينة، فإننا نختبر جانبًا عميقًا من أنفسنا العاطفية.
[two-column]
يمكن للكلمات التي يتردد صداها مع التجربة الشخصية للمستمع أن تعطي صوتًا لمشاعر أو تجارب قد لا يتمكن المرء من التعبير عنها
[/two-column]
البرولاكتين
على المستوى البيولوجي، ترتبط الموسيقى الحزينة بهرمون البرولاكتين الذي يرتبط بالبكاء ويساعد على كبح الحزن.
الموسيقى الحزينة تخدع الدماغ في الانخراط في استجابة تعويضية طبيعية عن طريق إطلاق البرولاكتين، الذي يمنح الشعور بالهدوء لمواجهة الألم العقلي.
التعاطف
يلعب التعاطف دورًا مهمًا في الاستمتاع بالموسيقى الحزينة، ويمكن تعريف التعاطف على أنه عملية يمكننا من خلالها أن نفهم ونشعر بما يمر به شخص آخر.
من المرجح أن تثير التعبيرات عن الحزن والأسى الدعم والمساعدة للآخرين، وبالمثل، قد يثير الاستماع إلى الموسيقى الحزينة قلقًا تعاطفيًا لدى أولئك الذين لديهم ميل قوي إلى التعاطف مع غيرهم.
تنظيم المزاج
تنتج الموسيقى الحزينة فوائد نفسية من خلال تنظيم الحالة المزاجية، فالموسيقى الحزينة تمكن المستمع من الابتعاد عن المواقف المؤلمة، والتركيز بدلاً من ذلك على جمال الموسيقى.
علاوة على ذلك، يمكن للكلمات التي يتردد صداها مع التجربة الشخصية للمستمع أن تعطي صوتًا لمشاعر أو تجارب قد لا يتمكن المرء من التعبير عنها.
صديق وهمي
تتمتع الموسيقى بالقدرة على توفير الصحبة والراحة، ويميل الناس إلى الاستماع إلى الموسيقى الحزينة في كثير من الأحيان عندما يكونون في ضائقة عاطفية أو يشعرون بالوحدة.
يمكن تجربة الموسيقى الحزينة كصديق وهمي يقدم الدعم والتعاطف بعد تجربة خسارة اجتماعية، فهي بمثابة شخص افتراضي، يمر بنفس الحالة المزاجية ويمكنه المساعدة في التغلب على المشاعر الحزينة.
أقرأ أيضأً
محطات مهمة في تاريخ الموسيقى المحمولة