تعد ظاهرة انقراض الحيوانات في العالم، جزءاً من تطور المنظومة البيئية للكائنات الحية التي لا تستطيع أن تتأقلم مع التغيرات المستمرة للبيئة، ويُعِد علماء الأحياء هذا الأمر نوعاً من التوازن الطبيعي، إلا أن الإنسان أخل بهذا التوازن وتسبب في ارتفاع نسبة انقراض كثيرٍ من أشكال الحياة.
إحصائيات صادمة
لم ينتبه المتخصصون في البداية إلى ارتفاع حالات انقراض الكائنات الحية، إلا أن التزايد الكبير في الحالات جعل العديد من المتخصصين والهيئات العالمية يلتفتون بشدة إلى دراسة الانقراض وتحليل أسبابه والبحث عن طرق لكبح جماح تلك الظاهرة.
وقبل عام 1600 للميلاد، كانت ظاهرة الانقراض تحدث لنوع واحد من الكائنات الحية كل ألف سنة، ثم بدأت النسبة بالارتفاع في الفترة بين عامي 1600 و 1950 حتى وصلت إلى نوع واحد كل 10 سنوات، أما في الفترة بين عامي 1950 إلى 1970، فكادت النسبة أن تصل إلى نوع واحد كل سنة، وهي نسبة مرتفعة للغاية، الأمر الذي جعل الكثير من الدول تأخذ هذه الظاهرة على محمل الدراسة والبحث. وتم تشكيل فرق كثيرة من العلماء والبيئيين لمعرفة أنواع الكائنات الحية المهددة بالانقراض، لاتخاذ الحيطة وبذل كل الجهود الممكنة للحفاظ عليها. وقد دلت الإحصائيات على أن في الفترة بين عامي 1600 و 1900، عاش 8,400 نوع من الطيور، انقرض منها نحو 94 نوعاً، وحالياً يتعرض منها أكثر من 187 نوعاً لخطر الانقراض. وقد عانت بعض الجزر من تناقص الطيور، وهي نيوزلندا، ومدغشقر، وجزر المحيط الهندي، وجزر هاواي.
خسائر مذهلة
وخلصت دراسة جديدة نشرتها دورية “إيكولوجي آند إيفولوشن”، إلى أن طائراً من كل 6 طيور اختفى في جميع أنحاء أوروبا منذ الثمانينيات، مما يعني خسارة مذهلة تتراوح بين 560 و620 مليون طائر في الأربعين سنة الماضية.
وتشير الدراسات إلى أن القارة العجوز فقدت في الواقع نحو 900 مليون طائر خلال تلك الفترة، ولكن في المقابل شهدت زيادة تتراوح بين 280 و340 مليوناً في بعض أنواع الطيور.
ويقول ريتشارد غريغوري، من الجمعية الملكية لحماية الطيور: ما يثير القلق هو أن هذا الاختفاء كان يحدث دون أن يلاحظه أحد، وبهدوء غريب، إذ تراجعت أعداد العصافير الصغيرة الرائعة المنتشرة في كل مكان إلى النصف منذ الثمانينيات، إلى جانب انخفاض أعداد طيور الزرزور بنسبة 60%.
ويضيف غريغوري: حدثت معظم الانخفاضات في الأنواع المرتبطة بالبيئات الزراعية والمراعي، ولكنها تحدث أيضاً في المدن.
[two-column]
تراجعت أعداد العصافير الصغيرة الرائعة المنتشرة في كل مكان إلى النصف منذ الثمانينيات
[/two-column]
التطور البشري المدمر
وقالت آنا ستانيفا، الرئيس المؤقت لحماية الطيور في أوروبا: أصبحت الطيور الشائعة أقل عدداً، ويرجع ذلك إلى أن المساحات التي تعتمد عليها قضى عليها البشر، إذ دُمِّرت الطبيعة والحياة البرية في الأرض والبحر، ويجب على الحكومات في جميع أنحاء أوروبا أن تضع أهدافاً ملزمة قانوناً لاستعادة الطبيعة، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة على البشر أيضاً.
ومن المحتمل أن تكون أسباب الانقراض الجماعي متنوعة ومتعددة، بما في ذلك التدمير البشري للمَواطن الطبيعية، و الانخفاض الهائل في أنواع الحشرات، والتلوث، والأمراض.
وأخذ الباحثون في الحسبان 378 من أصل 445 نوعاً من الطيور المحلية التي تتكاثر في أوروبا، ورغم رصدهم لهذا التراجع الكبير إلا أن هناك أنواعاً سجلت قفزة في أعدادها؛ إذ تضاعفت تجمعات صقور الشاهين، مع زيادة كبيرة في 7 أنواع من الطيور الجارحة؛ بفضل جهود الحفاظ على البيئة والحياة البرية.
اقرأ أيضًا
كيف ساهم المناخ في تغيير شكل الطيور والحيوانات؟
مقتل عشرات البطاريق المهددة بالانقراض .. والفاعل سرب من النحل!