جدل كبير أثاره قرار بقطع شبكة الإنترنت لمدة ثلاث ساعات يومياً، اعتباراً من السبت 19 يونيو، خلال فترة خضوع الطلاب لامتحانات الشهادة الثانوية في السودان، خاصة أن الامتحانات تمتد لنحو أسبوعين.
وسيؤدي قطع الإنترنت في البلاد كذلك إلى تعطيل الخدمات المصرفية والدفع الإلكتروني، وغيرها من الأنشطة والأعمال، خصوصاً أن الساعات الثلاث المحددة تعد من أكثر الأوقات حيوية في يوم العمل السوداني.
ولجأت الحكومة، العام الماضي، إلى قطع خدمة الإنترنت عقب ظهور حالات غش واسعة في امتحانات الشهادة الثانوية، التي يخضع لها هذا العام نحو نصف مليون طالبة وطالبة. وتمت حالات الغش، وقتئذ، في السودان، من خلال تبادل الأسئلة والأجوبة بين الطلاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
[two-column]
لجأت الحكومة السودانية إلى قرار حجب الإنترنت لمدة 3 ساعات يومياً، لمنع الغش خلال امتحانات المرحلة الثانوية
[/two-column]
وأوضح مصدر حكومي من وزارة الاتصالات أن وزير الاتصالات “اعترض على قطع الإنترنت، لكن هناك إصرار كبير من وزارتي التربية والداخلية على إيقاف الخدمة، أثناء جلوس الطلاب لاجتياز الامتحانات”، حسبما نقلت “سكاي نيوز عربية”.
وذكر المصدر أن اللجنة العليا لامتحانات الشهادة السودانية أوصت بحجب خدمة الإنترنت، لمنع حالات الغش في الامتحانات، من خلال إصدار قرار بواسطة النائب العام وتعهدت اللجنة لوزارة الاتصالات بـ”عدم تكرار هذه الإجراءات العام المقبل”.
وأكد المصدر الحكومي أنه “أصبح في حكم المؤكد أن يجري قطع الإنترنت، اعتباراً من السبت 19 يونيو ، في تمام الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت السودان”، مضيفاً: “نتوقع صدور أمر من النيابة العامة لشركات الاتصالات بإيقاف الخدمة، للحفاظ على امتحانات الشهادة الثانوية من حالات الغش عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويشترك نحو 20 مليون شخص في السودان في خدمة الإنترنت، عبر شبكات الهواتف النقالة.
وعلق خبير الاتصالات، إبراهيم يوسف، على القرار قائلاً إن حجب خدمة الإنترنت لدواعي الامتحانات “غير مبرر”، موضحاً: “كان ينبغي على السلطات المختصة إيجاد حلول لمنع حالات الغش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إحكام السيطرة الأمنية على المدارس وقاعات الامتحان”.
ونبه إلى أن قطع خدمة الإنترنت يؤدي إلى “تعطيل خدمات الدفع الفوري عبر تطبيقات البنوك، وحرمان المشتركين من وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام البريد الإلكتروني”.
وتابع أن “هذا الإجراء يشوه صورة البلاد ويجعلها غير قادرة على تأمين المدارس، وبالتالي اتباع الحلول السهلة والقاسية في نفس الوقت”.
من جانبه قال وزير الداخلية السوداني، عز الدين الشيخ، إن امتحانات الشهادة الثانوية “مسألة أمن قومي”، مضيفاً في تصريحات صحفية، أن اللجنة العليا لتأمين الشهادة السودانية تعتزم اتخاذ إجراءات عالية لتأمين امتحانات الشهادة الثانوية، ودعا إلى عدم الالتفات للشائعات.
