كانت تصنف الحصبة كأحد الأوبئة في الماضي، إذ أنها تصيب في الغالب الأطفال، وقد تؤدي إلى الوفاة، فيما أكتشف في عام 2012، أن الإصابة بالحصبة، يؤدي إلى ظاهرة “فقدان الذاكرة المناعي”.
بعد الإصابة بتلك الظاهرة ينسى الجهاز المناعي فجأة كل مسببات الأمراض التي واجهها ويبدأ من الصفر.
كان يشاع في الماضي أن الحصبة تصيب الجهاز التنفسي، لكن ما أكتشف كان خلاف ذلك، إذ أن الأمر كان بمثابة مفاجأة، وذلك بحسب ريك دي سوارت، الأستاذ المشارك لعلم الفيروسات في المركز الطبي بجامعة إيراسموس في هولندا.
تجارب لمعرفة تأثير الحصبة
ضمن إحدى التجارب التي أجريت لمعرفة تفاصيل أكثر عن الحصبة، أجرى فريق دولي من الباحثين، وكان ضمنهم سوارت، إلقاء نظرة فاحصة على الأمر، أصابوا قردة بالفيروس بعد تحديده ببروتين أخضر، وتتبعوا مكان وصول الجزيئات الفيروسية الخضراء.
أكتشف ذلك الفريق أن الحصبة تصيب العديد من الخلايا بشكل منهجي، في البداية ينتقل الفيروس إلى الدم، وتصاب خلايا الدم البيضاء بالعدوى وينتقل الفيروس إلى جميع الأنسجة اللمفاوية، والغدة الزعترية، وهي غدة في الصدر، وهي جزء من جهاز المناعة.
في عام 2002، اكتشفت مجموعة من العلماء اليابانيين أن المستقبل الذي يرتبط به فيروس الحصبة موجود في خلايا من جهاز المناعة.
إلى هنا، أكد الأستاذ المشارك لعلم الفيروسات في المركز الطبي بجامعة إيراسموس في هولندا، أن الحصبة عبارة عن عدوى تصيب جهاز المناعة.
ماذا تفعل الحصبة في الجهاز المناعي
عقب دخول الحصبة الجسد تعمل على “تثبيط جهاز المناعة، وتنشطه في نفس الوقت”، إذ تعمل على حذف الذكريات المناعية، مثل نزلات البرد والأنفلونزا، والتعرض للبكتيريا أو الفيروسات، فضلاً عن كل تطعيم.
لكن هناك استثناء واحد للكارثة المناعية التي تحدث نتيجة الإصابة بالحصبة، إذ أن جهاز المناعة سيتمكن منه التعرف على الحصبة نفسها فيما بعد.
كيف تؤثر الحصبة على جهاز المناعة؟
تبدأ الحصبة في إصابة خلايا الذاكرة، بعد ذلك يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف على الفيروس نفسه، وبمجرد أن يبدأ الجهاز المناعي في إنتاج الخلايا المناعية الخاصة بالحصبة، وتنتقل في جميع أنحاء الجسم وتطارد خلايا الذاكرة المصابة.
في النهاية، تستبدل الحصبة جميع خلايا الذاكرة المناعية الطبيعية بخلايا يمكنها التعرف عليها، ولا شيء آخر، ونتيجة للإصابة بالحصبة تنتج مناعة مدى الحياة لدى الغالبية العظمى من المصابين.
اقرأ أيضاً:
دون أدوية أو علاجات.. كيف تمكنت سيدة من هزيمة فيروس الإيدز؟