من رحلة الأخوين رايت التاريخية في عام 1903 إلى تطوير الطائرات الأسرع من الصوت، كان تاريخ الطيران مدفوعًا بالتقنية والطموح ويواصل القطاع اتجاهه نحو الابتكار والتطور.
في سبتمبر الماضي على سبيل المثال، حلقت طائرة ركاب تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في سماء إنجلترا في أول رحلة لها، وشهد الشهر نفسه أيضًا إعلان إيرباص تفاصيل 3 مفاهيم طائرات تعمل بالهيدروجين وسط توقعات بدخولها الخدمة بحلول عام 2035.
ومؤخراً أعلنت شركة يونايتد إيرلاينز أنها وقعت اتفاقية تجارية لشراء طائرات من شركة ناشئة تسمى بوم سوبرسونيك، وكشفت أن طائرة Overture – التي لم تُصنع بعد – من المقرر تطويرها للعمل بوقود طيران مستدام بنسبة 100٪.
وترتبط هذه التحركات بالتركيز على التقنيات المصممة لتقليل البصمة البيئية للطيران، حتى لو انخفض عدد الرحلات الجوية العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطيران ارتفعت بسرعة خلال العقدين الماضيين، لتصل إلى ما يقرب من 1 جيجا طن في عام 2019. وهذا يعادل حوالي 2.8٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من احتراق الوقود الأحفوري، ويعتبر قطاع الطيران أحد أسرع المصادر نموًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المتسببة في تغير المناخ.
مجموعة متنوعة من الحلول
[two-column]
طرح علماء عدة حلول لحل مشكلة الانبعاثات، فإلى جانب تطوير الطائرات العاملة بخلايا الوقود الهيدروجينية، كان هناك أيضًا الكثير من النقاش حول الطائرات الكهربائية في السنوات الأخيرة، مع شركات مثل Volocopter وLilium.
[/two-column]
المفتاح مع مثل هذه التقنيات هو أنواع الرحلات التي يمكن تطبيقها عليها، فسيكون التركيز على الرحلات الطويلة مهمًا في السنوات المقبلة، على الرغم من أنها تشكل نسبة صغيرة من الرحلات الجوية.
ووفقًا لتقرير لـ Eurocontrol نُشر في وقت سابق من هذا العام، فإن حوالي 6٪ من الرحلات الجوية من المطارات الأوروبية كانت طويلة في عام 2020 – أكثر من 4000 كيلومتر، مشيراً إلى أن أكثر من نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الطيران الأوروبي كانت من هذه النسبة الضئيلة من العدد الإجمالي للرحلات.
وعلى جانب آخر، تصف شركة إيرباص وقود الطيران المستدام بأنه مصنوع من مواد خام متجددة، موضحة أن المواد الأولية الأكثر شيوعًا تعتمد على المحاصيل أو زيت الطهي والدهون الحيوانية.
وبينما قد تتطور التقنية، يحتاج العالم أيضًا إلى وضع قواعد وأنظمة تركز على البصمة البيئية للسفر الجوي، ومن الأمثلة على هذه الجهود خطة تعويض الكربون وخفضه للطيران الدولي والاتحاد الأوروبي بما في ذلك انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطيران في نظام تداول الانبعاثات منذ عام 2012.