أعمال أحداث جارية

كشف حقيقة العلامات التجارية الفاخرة.. هل بات سلاح الصين في الحرب التجارية؟

كشف حقيقة العلامات التجارية الفاخرة.. هل بات سلاح الصين في الحرب التجارية؟

باعتبار أن جميع الأسلحة في الحرب مشروعة، اتخذت الصين سلاحًا جديدًا في حربها تجارية مع الولايات المتحدة التي أشعلتها الرسوم الجمركية بين البلدين، وهو ضرب “العلامات التجارية الأمريكية الفاخرة”.

وفي حين أن الصين فرضت على الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 125% ردًا على تعريفات مماثلة فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الصينية، إلا أن الحرب لم تقف عند هذا الحد، وامتد الأمر لوقف الصين تصدير المعادن النادرة، والتي تدخل في العديد من الصناعات الأمريكية مثل السيارات وأشباه الموصلات وأنظمة الأسلحة.

كشف حقيقة العلامات التجارية الفاخرة

في المستوى الجديد، انتقلت الحرب التجارية إلى العلامات التجارية الفاخرة، وتتبع بكين حاليًا استراتيجية تستهدف ضرب العلامات التجارية الأمريكية الفاخرة وغيرها من العلامات الغربية من خلال إغراق السوق بمنتجات صينية مقلدة وبأسعار أرخص بالتأكيد. على الجانب الآخر، تستغل الصين وصول المؤثرين الصينيين في بث مقاطع فيديو ينتقدون فيها السلع الأمريكية التي تنتجها العلامات التجارية البارزة، وكيف أن الصين تُصنّع منتجات مماثلة ولكن بأسعار أرخص ويحثون العملاء على شرائها.

ولجأ العديد من الموردين الصينيين، الذين ينتجون منتجات لأشهر العلامات التجارية العالمية الفاخرة، إلى منصات مثل X وTikTok لعرض مهاراتهم الحرفية وتقديم مبيعات مباشرة للمستهلكين بأسعار زهيدة للغاية. وتتراوح التصاميم الفاخرة المعروضة بين بيركين ولويس فويتون وشانيل وإستي لودر وبوبي براون. وتشمل تلك المنتجات التي يتم الترويج لها كبديل، الشنط والإكسسوارات، ففي مقطع فيديو على TikTok، يدعي شخص أنه يصنع حقائب للعلامة التجارية الفرنسية الفاخرة Birkin مقابل 1400 دولار فقط، ويقول إن العلامة التجارية تبيعها مقابل 38000 دولار.

وقال الرجل إن “أكثر من 90 في المائة من السعر مخصص للشعار، ولكن إذا كنت لا تهتم بالشعار وتريد نفس الجودة ونفس المادة، فيمكنك الشراء منا”. وعرض مورّد آخر بيع أحذية Birkenstocks، التي يزيد سعرها عن 150 دولارًا أمريكيا مقابل 10 دولارات شاملة الرسوم الجمركية البالغة 145%. وحصدت مقاطع الفيديو ملايين المشاهدات، ويُشير إليها مستخدمة منصات التواصل الاجتماعي باسم “تيك توك الحرب التجارية”.

ولم يتوقف هدف تلك المقاطع عند كشف حقيقة أسعار المنتجات الفاخرة فقط، بل إنها تقدم نصائح للمشاهدين حول كيفية تجنب هوامش الربح وتقليل الرسوم الجمركية من خلال الطلب مباشرة من المصانع. وبحسب الغرفة التجارة الأميركية، تشكل الصين 86% من السلع المقلدة في العالم. وبشكل عام، تمثل تجارة المنتجات المقلدة 3.3% من التجارة العالمية، وفقاً لدراسة أجراها مركز مكافحة التزييف وحماية المنتجات بجامعة ولاية ميشيغان.

ترنح صناعة السلع الفاخرة

أثارت حملة الصين الجديدة حول الكشف عن الأسعار الحقيقة للسلع الفاخرة جدلًا كبيرًا، وقرر البعض شراء السلع من الصين مباشرة إذا توفرت الوسيلة المناسبة، كما انتقد آخرون إقبال الأمريكيين على دفع هذه المبالغ الطائلة في منتجات العلامات التجارية الفاخرة في حين أنه تُباع بأسعار زهيدة الآن. وتُشير التوقعات إلى أن النهج الصيني الجديد سينعكس سلبًا على صناعة العلامات التجارية الفاخرة التي تعاني بالفعل منذ تولي ترامب السلطة، وتهدد تعريفات الرئيس الأمريكي الجمركية تلك العلامات بفقدان قاعدة عملائها الأمريكيين.

وما زاد من وقع الأمر، هو ظهور مؤثرين غربيين في مقاطع فيديو يدعمون فيها الشركات الصينية التي تكشف عن أسعار العلامات التجارية الفاخرة.

اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| التبادل التجاري بين أمريكا والصين تاريخيًا
كيف تحولت الصين من “التودد” إلى “تحدي” ترامب والرسوم الجمركية؟
إنفوجرافيك | الصين وأمريكا: من الأقوى تجاريًا؟