برزت السعودية مؤخرًا كلاعب قوي في المنطقة خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا السياسية العالمية ما يجعلها قوة لا يُستهان بها في نظر ترامب، وهو ما تطرقت إليه الكاتبة الأمريكية ليز بيك، في مقالها بصحيفة “ذا هيل” الأميركية أيضًا.
وتساءلت ليز في مقالها الذي جاء بعنوان “ترامب تعلم الدرس من بايدن.. لا تستهن أبدًا بالسعودية” عن السبب الذي جعل السعودية مستضيفًا للمشاورات الخاصة بإحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا بحضور مسؤولين أميركيين، بعد أن كانت تلك الاجتماعات العالمية تُعقد في مدن مثل جنيف وفيينا. وقالت إن ترامب يعي جيدًا أن المملكة تلعب دورًا أساسيًا في سوق الطاقة العالمية وقادرة على خفض أسعار النفط، وهو ما يجعلها على الضغط على روسيا من أجل الجلوس إلى طاولة التفاوض.
ولفتت ليز إلى أن ارتفاع أسعار البنزين خلال العام الماضي لتصل إلى 5 دولارات للغالون الواحد في عهد الرئيس السابق جو بايدن وزيادة التضخم، ساهم في إثارة قلق الأميركيين، وتضررت شعبيته كثيرًا، على الجانب الآخر أدى انخفاض أسعار النفط إلى 11% في عهد ترامب على إدارة حملته الانتخابية بنجاح.
انخفاض أسعار الطاقة يصب في مصلحة ترامب
جاء انخفاض أسعار النفط بدعم من قرار أوبك+ التي تقودها المملكة بزيادة الإنتاج في أبريل لأول مرة منذ عام لتتراجع أسعار النفط إلى مستوى 67 دولارًا للبرميل، منخفضة من 84 دولارًا قبل عام، وهذا الارتفاع من شأنه أن يُبقي على الأسعار مستقرة. ولذلك فإن ترامب يعلم جيدًا قدر وحجم السعودية وهي المنتج المرجح للنفط في العالم، وولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان الذي يوجه سياساتها، والذي كان وراء قرار المنظمة بزيادة الإنتاج، وسيكون ذلك بمثابة ضمانة للإمدادات العالمية من النفط حال قرر ترامب تشديد العقوبات على إيران.
وتقول ليز إنه على الرغم من أنه ترامب سيعمل على زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة، إلا أن هذا الأمر يحتاج لوقت طويل، ولذلك فعلاقته بالسعودية ستظل أساسية وقوية، وهو شيء لم يقم سلفه جو بايدن بمثله. وأكدت ليز أن ترامب يحتاج إلى جهود السعودية في التوصل إلى حل بشأن الصراع في غزة، بخلاف الملفات الأخرى في المنطقة التي تحتاج إلى حلول جذرية لضمان الاستقرار.
اقرأ أيضًا:
ترامب يمهل إيران بشأن الاتفاق النووي.. كيف سترد طهران؟
بعد مكالمة ترامب وزيلينسكي.. هل اقتربت حرب أوكرانيا من النهاية؟
هؤلاء أهداف متوقعة للقوات الأمريكية