أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء اليوم الأحد، تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في مناطق الساحل، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وتعزيز الاستقرار بعد مواجهات دامية بين القوات الأمنية ومجموعات مسلحة من فلول النظام السابق.
ووفق بيان رسمي صادر عن الرئاسة السورية، فإن اللجنة التي تضم شخصيات بارزة، مثل أنس عيروط وحسن صوفان وخالد الأحمد، ستعمل على التواصل المباشر مع الأهالي، والاستماع إلى مطالبهم، وتقديم الدعم اللازم لضمان أمنهم واستقرارهم. كما ستركز على تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة أي محاولات لبث الفتنة والانقسام.
وتأتي هذه القرارات عقب اشتباكات اندلعت في الساحل السوري خلال اليومين الماضيين، حيث هاجمت مجموعات مسلحة من فلول نظام الأسد بعض مناطق ريف اللاذقية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من عناصر الأمن. وردت الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية لملاحقة المسلحين، غير أن التقارير الحقوقية أشارت إلى وقوع تجاوزات بحق المدنيين، ما أثار مخاوف متزايدة حول تداعيات التصعيد.
في كلمته التي بثتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أكد الشرع التزام الحكومة بتحقيق العدالة ومحاسبة كل من تورط في سفك دماء المدنيين أو استغل سلطته لأغراض شخصية. وقال: «لن يكون هناك أحد فوق القانون، وكل من تلطخت يداه بدماء السوريين سيواجه العدالة عاجلًا أم آجلًا».
هل هناك محاولات لجر سوريا إلى حرب أهلية؟
اتهم الرئيس السوري جهات خارجية بمحاولة استغلال الأوضاع لخلق فتنة جديدة في البلاد، مشددًا على أن الدولة لن تسمح بتمزيق النسيج الوطني. وأضاف: «إن ما يحدث اليوم في الساحل ليس إلا حلقة جديدة من محاولات زعزعة الاستقرار، مثلما حدث في السابق، لكننا سنواجه ذلك بكل حزم».
كما شدد على أن الجيش والقوى الأمنية جاهزون للتعامل مع أي تهديدات تمس وحدة البلاد.
وفي خطوة موازية، أعلنت الرئاسة عن تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في المواجهات الأخيرة، بهدف كشف الحقائق وضمان محاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات. وقال البيان إن «المحاسبة ستطال كل من تجاوز صلاحياته أو تورط في الاعتداء على المدنيين».
وأضاف الشرع أن سوريا مرت بسنوات صعبة ودفعت ثمنًا باهظًا من أجل استعادة سيادتها، مؤكدًا أن البلاد لن تعود إلى الوراء. كما أشار إلى أن المخاطر الحالية تعود إلى إرث النظام السابق، وما خلفه من ممارسات قمعية أدت إلى جراح عميقة في المجتمع السوري، مثل الاعتقالات التعسفية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ودعا الرئيس السوري جميع السوريين إلى التكاتف لمواجهة هذه التحديات، وحث المجتمع الدولي على دعم استقرار سوريا والاعتراف بسيادتها. كما أشار إلى أن البلاد بحاجة إلى إعادة إعمار حقيقية، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضًا على المستوى الاجتماعي، من خلال تعزيز المصالحة الوطنية وضمان عدم تكرار أخطاء الماضي.
وقال في ختام كلمته إن «سوريا ستظل صامدة، ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف داخلية بجرها إلى الفوضى مجددًا. نحن على العهد ماضون، مصممون على بناء مستقبل يليق بشعبنا العظيم».
اقرأ أيضًا:
هل لعب حزب الله دورًا في أحداث العنف داخل سوريا؟
48 ساعة ساخنة في سوريا.. قتلى وجرحى وحظر تجوال
عنف وحظر تجول.. ماذا يحدث في سوريا؟