أخذت العلاقات الأميركية الأوروبية خلال الفترة الأخيرة منحنى مختلف عن ذلك الذي شهدته خلال فترة رئاسة سلفه بايدن، إذ أدت سياسات الرئيس المنتخب الجديدة وقراراته الأولى كرئيس إلى نشوب خلافات بين الطرفين.
كانت البداية عندما فرض ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم والتهديد برسوم على جميع السلع والمنتجات القادمة من أوروبا، والتي قد تكبد القارة خسائر تُقدّر بـ 350 مليار دولار. وعلى الناحية السياسية بدأ ترامب مفاوضات مباشرة مع روسيا حول أوكرانيا بدون أوروبا. على الجانب الآخر، دعا ترامب أوروبا إلى زيادة إنفاقها العسكري 3 مرات إلى 900 مليار دولار، ومطالبته قادة أوروبا بإرسال جنود إلى أوكرانيا وشراء النفط والغاز والأسلحة الأميركية، كما وصف نائبه الديمقراطية الأوروبية بالرديئة.
ولكن لماذا تدهورت العلاقات الأميركية – الأوروبية؟
قال الكاتب والباحث السياسي منيف الحربي، إن ترامب لديه موقف ضد الاتحاد الأوروبي واعتقاد بأنهم استغلوه، لأن العجز في الميزان التجاري بينه وبين الكتلة وصل إلى 300 مليار دولار، كما يرى أن كندا استغلته بعجز 200 مليار دولار، وأيضًا المكسيك التي بلغ العجز معها 250 مليار دولار، وفق قوله.
وأضاف الحربي خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة “الإخبارية”: “ترامب أدرك أنه خلال فترة الحرب الباردة كان الحلفاء يستجيبون إلى أميركا بشكل أكبر، الآن تراجعت هذه الاستجابة، لذلك يبدو أننا في إطار تشكّل نظام عالمي جديد قد يكون من الأقطاب الثلاثة”.
وعما أُثير حول أداء نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، خصوصًا خلال اللقاء مع الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، قال الحربي: “إذا نظرنا إلى اللقاء بموضوعية سنجد أن زيلينسكي هو من أشعل فتيل الخلاف عندما أجاب على السؤال الأخير حول فرص وجود حل دبلوماسي، وكان الرد بشكل يشبه كما لو أنه في حملة انتخابية ويوجه رسالة إلى الداخل الأميركي، والتقط فانس هذا الأمر، ورد عليه وقال لا يجب أن نتقاضى أمام شاشات التليفزيون”.
“تفكك الحلف الأميركي الأوروبي”
الكاتب والباحث السياسي منيف الحربي يشرح أسباب الخلافات بين إدارة ترمب والقيادات الأوروبية#هنا_الرياض pic.twitter.com/RI9ahRqa42
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) March 5, 2025
لماذا يوقّع ترامب حزمة أوامر ضخمة؟
منذ أن تولى ترامب السلطة وهو يوقّع العديد من الأوامر التنفيذية التي تجاوزت الـ100 قرار، وهو ما أثار التساؤل حول الأسباب وراء ذلك، وهل يهدف بذلك تحقيق وعوده الانتخابية بسرعة؟
يقول الحربي: “بعد عامين ستكون الانتخابات النصفية وهو يعرف أنه يواجه معضلة في مجلس الشيوخ بالنسبة للمرشحين، ويُعد ماركو روبيو – وزير الخارجية الأميركي – هو الوحيد الذي حصل على نسبة 99% من أصوات المجلس، بينما بيت هيغسيث، وزير الدفاع، لم يستطع الموافقة عليه إلا بدخول نائب الرئيس لحسم التعادل الذي حدث، بمعنى أنه 3 من الحزب الجمهوري صوتوا ضد مرشح ترامب”.
وأضاف: “أيضًا بالنسبة لمديرة الاستخبارات الوطنية ووزير الصحة، كل هذه الأسماء واجهت بلا شك مأزق كبير، لذلك هو يخشى من الانتخابات النصفية القادمة، بمعنى أنه قد يفقد الأغلبية في مجلس الشيوخ وكذلك النواب، لذلك فهو يريد الإسراع في تنفيذ تلك الإجراءات حتى يستطيع تحقيق نتائج جيدة”.
واستكمل الحربي: “لكن المأزق الكبير الذي يعاني منه ترامب حاليًا هو التضخم الذي ارتفع إلى 3% وهو أعلى من الحد المستهدف بـ2%، وينسب الرئيس الحالي هذا التجاوز لإدارة بايدن، كما يريد خفض سعر الفائدة ولكنه أمر ليس من صلاحياته بل من صلاحيات بنط الاحتياطي الأميركي”.
لماذا يسارع ترمب لتوقيع الأوامر التنفيذية؟
الكاتب والباحث السياسي منيف الحربي يوضح #هنا_الرياض pic.twitter.com/CVf6QAGMLK
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) March 5, 2025
اقرأ أيضًا:
ترامب يهدد حماس: «أطلقوا الرهائن وإلا ستدفعون الثمن»
زيلينسكي يسعى لإصلاح العلاقات مع ترامب وسط تعليق المساعدات العسكرية