سياسة أحداث جارية

كييف وواشنطن تتفاوضان على صفقة المعادن.. لماذا؟

كييف وواشنطن تتفاوضان على صفقة المعادن.. لماذا؟

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من المقرر أن يزور واشنطن الأسبوع الجاري أو المقبل بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة المعادن النادرة مقابل الأمن.

وخلال استضافته للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المكتب البيضاوي، اليوم الإثنين، قال ترامب إن الاتفاقات التي تتم مناقشها الآن قريبة جدًا من الوصول إلى مراحلها النهائية، ويأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه تقديم مسودة نهائية لاتفاقية الموارد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى إدارة ترامب. وتركز مسودة الاتفاق التي تقدمها أوكرانيا على إطار عمل لصندوق إعادة الإعمار، تاركة التفاصيل الفنية المثيرة للجدل، بما في ذلك الضمانات الأمنية، للمناقشات اللاحقة، وفقًا لمصدر أوكراني مطلع على المفاوضات.

من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي، سكون بينسنت، خلال حضوره الاجتماع مع الرئيس الفرنسي، إن التوصل إلى اتفاق بات “قريبًا للغاية”. وأكدت نفس الحديث نائبة رئيس الوزراء لشؤون التكامل الأوروبي واليورو أطلسي، والتي قالت عبر منصة X إن المفاوضات بناءة للغاية وجاري الانتهاء من جميع التفاصيل تقريبًا في أسرع وقت.

وكان زيلينسكي أول من اقترح صفقة المعادن مقابل الأمن تحت شعار “خطة النصر” التي قدمها لترامب في سبتمبر الماضي، وذلك بهدف تقديم مقابل ملموس للمرشح الرئاسي الأبرز في هذا الوقت لضمان استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا. ووصف رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، خلال حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية، هذه الصفقة بأنها “الجائزة الكبرى” لأنها ستضمن “التزام الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب بأوكرانيا حرة وذات سيادة وآمنة”.

المعادن الأرضية في أوكرانيا

تمتلك أوكرانيا نحو 5% من الاحتياطيات العالمية من المعادن الأرضية النادرة، والتي تشمل حوالي 19 مليون طن من الاحتياطيات المؤكدة من الجرافيت الذي يدخل في صناعة السيارات الكهربائية، لتكون كييف بسببها ضمن أكبر 5 دول رائدة في توريد المعادن، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأوكرانية. وتمتلك أوكرانيا أيضًا ثلث إجمالي رواسب الليثيوم في أوروبا، والذي يدخل بشكل أساسي في تصنيع البطاريات، كما أن إنتاج البلاد من التيتانيوم بلغ قبل الغزو الروسي 7%، والذي يُستخدم في بناء السفن والطائرات.

وتوجد أيضًا في أوكرانيا رواسب كبيرة من المعادن الأرضية النادرة، وهي مجموعة من 17 عنصرًا تُستخدم في إنتاج الأسلحة وطواحين الهواء والإلكترونيات وغيرها من المنتجات الحيوية في العالم الحديث. وتقول وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، إن روسيا استولت على بعض الرواسب المعدنية التي تبلغ قيمتها 350 مليار دولار أميركي، باستيلائها على الأراضي الأوكرانية.

لماذا تتفاوض كييف وواشنطن على المعادن؟

تلعب المعادن الحيوية دورًا أساسيًا في اقتصاد القرن الحادي والعشرين، إذ إنها تُشكّل عنصرًا رئيسيًا في الطاقة المتجددة والتطبيقات العسكرية والبنية الأساسية الصناعية، كما أن لها دور استراتيجي في الجغرافيا الاقتصادية والجيواقتصادية. وتستهدف الولايات المتحدة من توقيع هذا الاتفاق تقليل الاعتماد على الصين التي تستحوذ على 75% من رواسب المعادن النادرة في العالم، بحسب مجموعة الاستثمار الجيولوجي. كانت الصين حظرت تصدير بعض المعادة الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي.

وبحسب حديث مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، مايك والتز، لقناة نيوز نيشن الإخبارية الأميركية، اليوم الإثنين، فإن توقيع هذا الاتفاق يخلق نوع من الروابط الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا من أجل المستقبل. كان الاتفاق واجه بعض المصاعب خلال الأسابيع الماضية بعد أن وجه زيلينسكي وزراءه بعدم التوقيع على الاتفاقية بسبب عدم وجود ضمانات كافية تضمن تقديم المساعدات الأميركية لكييف مستقبلًا مقابل الحصول على المعادن.

اقرأ أيضًا:

ترامب يمنح الاقتصاد الروسي طوق نجاة بعد ثلاث سنوات من الحرب

الأمم المتحدة ترفض قرارا أميركيًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

3 سنوات من الغزو الروسي.. أوكرانيا لم تعد على حالها