أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أكد فيها أن أوكرانيا قد تصبح روسية يومًا ما، جدلًا واسعًا حول مستقبل كييف.
جاءت هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المحادثات حول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة لمحاولة تحقيق السلام.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل
في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال ترامب: “قد يتوصلون إلى اتفاق وقد لا يتوصلون إليه. قد تصبح أوكرانيا روسية يومًا ما، أو قد لا تصبح روسية”، في إشارة إلى الغموض الذي يحيط بمستقبل الأزمة الأوكرانية.
لم تكن هذه التصريحات وحدها ما أثار الجدل، بل كشف ترامب أيضًا عن اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن الأرضية النادرة بقيمة 500 مليار دولار.
وأكد ترامب أن كييف وافقت على تقديم هذه المعادن لواشنطن مقابل استمرار الدعم الأميركي.
موقف الكرملين .. دعم غير مباشر لتصريحات ترامب
بعد تصريحات ترامب، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “جزء كبير من أوكرانيا يريد أن يصبح روسيا، وقد حدث ذلك بالفعل”، في إشارة إلى ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية في عام 2022، ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي لا يعترف بهذا الضم، كما أن القوات الروسية لا تسيطر بشكل كامل على أي من هذه المناطق.
تحركات دبلوماسية لإنهاء الحرب
بالتزامن مع هذه التصريحات، تستعد إدارة ترامب لإرسال الجنرال كيث كيلوج، مبعوثها الخاص إلى روسيا وأوكرانيا، إلى كييف لبحث سبل إنهاء الحرب.
وكان من المقرر أن يقدم كيلوج خطة ترامب في مؤتمر ميونيخ للأمن، لكن تم تأجيل هذه الخطوة لإعطاء أوروبا دورًا أكبر في المفاوضات.
من بين البنود المقترحة في خطة ترامب تجميد الصراع على الخطوط الحالية، مما يعني احتفاظ روسيا بالسيطرة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
كما تتضمن الخطة مقايضة المعادن الأرضية النادرة التي تمتلكها أوكرانيا مقابل استمرار المساعدات العسكرية.
زيلينسكي يبحث عن ضمانات أمنية
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أهمية تحقيق “السلام الحقيقي وضمانات أمنية فعالة” لبلاده، وأكد أن شخصيات بارزة من إدارة ترامب ستزور أوكرانيا خلال الأيام المقبلة لبحث خطط إنهاء الحرب.
كما أعلن زيلينسكي أنه يعمل على لقاء ترامب، مضيفًا أن هناك احتمالًا لعقد اجتماع قريب بين الطرفين.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يلتقي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس مع زيلينسكي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
شروط روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة لإجراء محادثات، لكنها تتمسك بمطالبها الأساسية، والتي تشمل تخلي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب قواتها من المناطق الأربع التي تطالب بها روسيا.
في تطور آخر، كشفت تقارير إعلامية أن ترامب وبوتين ناقشا سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة “نيويورك بوست” إن بوتين “يريد أن يرى الناس يتوقفون عن الموت”، لكنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة أن تحصل الولايات المتحدة على مقابل مالي للدعم الذي قدمته لكييف.
انعكاسات تصريحات ترامب على المشهد الدولي
أثارت تصريحات ترامب ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الدولية، حيث أعرب بعض المسؤولين الأوروبيين عن قلقهم من احتمال تخلي واشنطن عن دعمها لأوكرانيا، بينما رأى آخرون أن مقترحات ترامب قد تمهد الطريق لاتفاق سلام ينهي الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
في المقابل، يرى مراقبون أن موقف ترامب الداعم لفكرة أن “أوكرانيا قد تصبح روسية” قد يمنح موسكو ذريعة لتعزيز مطالبها الإقليمية، مما قد يؤدي إلى تعقيد جهود السلام بدلًا من تسهيلها.
مستقبل أوكرانيا بين التسويات والمفاوضات
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت أوكرانيا ستبقى مستقلة أم أنها “قد تصبح روسية” كما قال ترامب.
وفي ظل الجهود الدولية لتحقيق السلام، تبقى كل الخيارات مفتوحة، لكن المؤكد هو أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الصراع.
ومع استعداد قادة العالم لمناقشة مستقبل أوكرانيا في مؤتمر ميونيخ، يبدو أن الحرب ستظل محورًا رئيسيًا في السياسة الدولية، وسط محاولات مكثفة لتحقيق السلام وفق شروط تضمن مصالح جميع الأطراف.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
هل تستطيع إدارة ترامب إنهاء حرب أوكرانيا وروسيا؟
إنفوجرافيك| مهلة “الجحيم”.. ترامب وحماس يتبادلان التهديدات
الإعلام العبري يكشف تهديدات السيسي وترامب حول تهجير الفلسطينيين
