سياسة

إسرائيل تعد خطة لتهجير سكان غزة بعد إعلان ترامب

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الجيش بإعداد خطة تتيح «المغادرة الطوعية» لسكان قطاع غزة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن نيته السيطرة على القطاع وإعادة توطين سكانه.

ورحب كاتس رحّب بالخطة، معتبراً أنها تضمن حرية التنقل لسكان غزة، فيما رأى الفلسطينيون ودول عديدة أن المقترح يمثل تهديداً خطيراً لمستقبلهم السياسي والإنساني، وسط اتهامات بمحاولة تنفيذ تهجير قسري يخالف القانون الدولي.

واقترح ترامب، أمس، أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع وتحويله إلى ما وصفه بـ «ريفيرا الشرق الأوسط»، كما تضمن المقترح إعادة توطين أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة في دول أخرى، وإتاحة حرية مغادرة القطاع طوعًا لهم

ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي في ظل حرب مستمرة منذ 16 شهراً، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد معظم سكان القطاع داخليًا، بينما تذرعت تل أبيب بأن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُتاح لهم خيار الهجرة إلى دول أخرى، معتبرة أن ذلك «حق طبيعي». وقال كاتس عبر منصة «إكس»: «أرحب بخطة الرئيس ترامب الجريئة. يجب منح سكان غزة الحرية في مغادرة القطاع كما هو متاح لباقي سكان العالم». موضحًا أن الخطة تشمل فتح معابر برية، بالإضافة إلى ترتيبات بحرية وجوية لخروج السكان.

لكن القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، رد على تصريحات كاتس، معتبرًا أنها محاولة للتغطية على «فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها العسكرية في الحرب». وقال إن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ولن يغادروها طوعًا، مشددًا على أن الخطة تسعى إلى «إعادة إنتاج نكبة جديدة»، في إشارة إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948.

 كيف استقبل المجتمع الدولي إعلان ترامب؟

أثار إعلان ترامب وكاتس استنكارًا دوليًا واسعًا، إذ اعتبرت روسيا، والصين، وألمانيا أن الخطة لن تؤدي إلا إلى «مزيد من المعاناة والكراهية». أما السعودية والأردن، فرفضتا الفكرة بشكل قاطع، محذرتين من أن أي محاولة لفرض هجرة جماعية للفلسطينيين ستقوض فرص حل الدولتين.

من جانبه، هاجم وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، تصريحات كاتس، قائلًا أن «أرض الغزيين هي غزة، ويجب أن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية».

في المقابل، زعم كاتس أن الدول التي انتقدت عمليات إسرائيل العسكرية في غزة، مثل إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج، يجب أن تستقبل اللاجئين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن «رفضهم سيكشف نفاقهم».

كيف تفاعل الداخل الإسرائيلي والأمريكي مع الطرح؟

لم يكن التفاعل الداخلي مع الخطة موحدًا، إذ رحب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها بأنها «فكرة رائعة» تستحق الدراسة والتنفيذ. لكنه لم يوضح كيف يمكن تطبيقها عمليًا.

أما في الولايات المتحدة، فأحدثت تصريحات ترامب انقسامًا داخل الحزب الجمهوري. فبينما أيّد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، المقترح وعدّه «خطوة جريئة وحاسمة لإحلال السلام»، أبدى عدد من النواب، مثل السيناتور راند بول، معارضتهم القوية. وغرّد بول قائلًا: «اعتقدنا أننا انتخبنا من أجل أمريكا أولًا، وليس من أجل احتلال جديد يهدر أموالنا ودماء جنودنا». كما رفض السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين المقترح، مؤكدًا أنه «ليس سوى شكل آخر من أشكال التطهير العرقي».

هل هناك سابقة لمثل هذه المخططات؟

تكررت محاولات إسرائيل لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة منذ عقود، لكن سكان غزة يرفضون المغادرة خشية إعادة إنتاج النكبة، حيث ما يزال ملايين اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في مخيمات في الأردن، ولبنان، وسوريا منذ 1948.

كما أن القانون الدولي، وفق اتفاقيات جنيف لعام 1949، يحظر التهجير القسري للسكان تحت الاحتلال، ويعتبره جريمة حرب.