لعبة دموية يمارسها عشاق الإثارة والتحدي والمقامرة، وتجرِّمها النصوص القانونية حول العالم، إلا أنها استمرت في الازدهار.
إنها “مصارعة الديوك” أو “نزال الديكة الدموي”، نشأت اللعبة منذ أكثر من 2500 عام، ويرجح المؤرخون أنها بدأت في جنوب آسيا، وتعد إحدى أقدم الرياضات الموثَّقة في التاريخ.
منشطات وأسلحة
تبدأ اللعبة بإدخال ديكين داخل حفرة يبلغ قطرها 6 أمتار محاطة بحواجز معدنية، ثم إجبارهما على التقاتل حتى الموت. وتُربَّى هذه الديوك بشكلٍ مخصص، وتُغذى جيداً لزيادة قوتها وقدرتها على التحمل، بل ويعطيها البعض منشطات وأدوية تساعد في تعزيز عملية التمثيل الغذائي لديها، ومن ثم جعلها أقوى في القتال. تتراوح مدة القتال بين الديكة بين 10 دقائق إلى 30 دقيقة، وسط تشجيع وهتاف الجمهور الذي يضع رهانات كبيرة.
وتدور المباراة بين مجموعة من الديوك المسلحة بشفرات فولاذية ومسامير مثبتة في أقدامها، وتُحقن بالمنشطات قبل صعود المباراة.
وفي العصور القديمة، كانت تنتهي المباراة بموت أحد الديكة، ولكن فيما بعد عُدِّلت قوانين اللعبة ليتم سحب الديك الأكثر تضرراً. وفي النهاية، لا يكون الطرف الرابح محظوظاً، فغالباً ما يعاني من إصابات حادة كالكسور البالغة في العظام وثقوب في الرئتين والعيون.
رياضة النبلاء
يعود تاريخ مصارعة الديكة إلى العصور الكلاسيكية، حيث مارسها الإغريق لتحفيز الجنود إلى القتال قبل المعارك. ثم انتقلت اللعبة إلى بلاد فارس، وبحلول العصور الوسطى، كانت منتشرة في أوروبا وآسيا الصغرى وصقلية، ثم انتشرت في الهند والصين. وعلى الرغم من معارضة رجال الدين هذه الرياضة، ومحاولة السلطات قمعها؛ فقد ظلت المفضلة لدى الأغنياء والنبلاء الإنجليز من أوائل القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر. وفي كوبا، كانت الحكومة تشرف على المصارعة، ولكن قُلِّص هذا النشاط في عام 1959.
السيطرة والتزاوج
يتساءل كثيرون عن سبب هجوم الديوك على بعضها، هذا لأنها في طبيعتها يعادي بعضها بعضاً على مناطق السيطرة الخاصة بكل ديك، كما أنها تتقاتل من أجل التزاوج، ولكن نادراً ما ينتج عن هذا القتال موت أحد الديوك أو تعرضه لإصابات خطيرة، وتنتهي هذه النزاعات البسيطة غالباً بانسحاب الطرف المهزوم.
ولكن الأمر يختلف عند تلك التي تشترك في المباريات، إذ يتم وضع نظام خاص بها، وتتم تربيتها وتكييفها لرفع قدرتها على التحمل، كما أن القائمين على هذه الصناعة، يحقنونها بالمنشطات التي تزيدها ثوراناً وعدائية.
للذكور فقط
إن هذه الرياضة موجهة للرجال أكثر منها للنساء، وقد يرجع ذلك للأجواء المرتبطة بها من عنف ودموية. وعلى الرغم من مشاركة أعداد قليلة من النساء فيها، إلا أن هذه الرياضة لطالما ارتبطت بالتعبير عن الذكورة في عدة ثقافات.
وتعد مصارعة الديوك جزءاً من الثقافة البالية، بالإضافة إلى أن بعض عشاق اللعبة يشعرون بأن مباريات الديوك مثل الانتصارات القومية، فمن الواضح أن لها تأثيرات نفسية عميقة في مشجعيها، وربما يكون هذا سبب عدم توقف هذه الرياضة الدموية حتى الآن.
اقرأ أيضا:
“الأخطبوط” رياضة الرئات الذهبية