تتسبب بعض الأطعمة والمشروبات في أضرار جسيمة لصحة الفم والأسنان، ما يجعل تجنبها أو الحد من استهلاكها ضرورة للحفاظ على ابتسامة صحية وجذابة.
ويعد تأثير الغذاء على صحة الأسنان أحد الجوانب المهمة التي لا يمكن إغفالها في العناية بالفم، فبينما قد نعتقد أن تنظيف الأسنان بشكل دوري كافٍ لحمايتها، فإن بعض العادات الغذائية قد تؤدي إلى التآكل والتسوس، بل وقد تساهم في فقدان الأسنان على المدى الطويل.
ومن هنا تبرز أهمية فهم العلاقة بين نوعية الطعام وصحة الفم، حيث تدعم الدراسات العلمية هذه الحقيقة وتكشف عن الأطعمة والمشروبات التي تشكل تهديدًا حقيقيًا للأسنان، من خلال تأثيرها المباشر في تآكل المينا، وزيادة البكتيريا الضارة في الفم.
تلعب طبيعة الغذاء دورًا محوريًا في صحة الفم، فالأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر أو الأحماض تُغذي البكتيريا الضارة في الفم، مما يؤدي إلى إنتاج الأحماض التي تسبب تآكل المينا، وهي الطبقة الخارجية الواقية للأسنان.
كذلك، فإن بعض العادات الغذائية، مثل مضغ الأطعمة الصلبة أو تناول المأكولات اللزجة، تزيد من أخطار تلف الأسنان.
وفقًا لتقارير طبية نشرتها مجلات موثوقة مثل «Healthline»، فإن الأطعمة الحمضية والسكرية، مثل المشروبات الغازية والحلويات اللزجة، هي من بين أبرز مسببات تسوس الأسنان وأمراض اللثة. هذا التحدي الصحي يزداد أهمية نظرًا لأن تآكل المينا لا يمكن عكسه، مما يجعل الوقاية الخيار الأهم.
هناك أربع مجموعات رئيسية من الأطعمة والمشروبات التي تضر صحة الأسنان، وتشمل:
تعد المشروبات الغازية، بما في ذلك الأنواع الدايت، واحدة من أخطر الأطعمة على صحة الأسنان. فهي تجمع بين خاصيتين مدمرتين: الحموضة العالية واحتواؤها على السكر، ما يعزز نمو البكتيريا المسببة للتسوس.
وتشير الدراسات، مثل تلك المنشورة في مجلة «American Dental Association»، إلى أن هذه المشروبات تُسبب تآكل المينا بسرعة. حتى المشروبات الدايت تحتوي على حمض الستريك، الذي يرتبط بالكالسيوم الموجود في الأسنان ويُضعفها.
الحلويات مثل الكراميل والمصاصات تُعد كارثة لصحة الأسنان، فهي تلتصق بالأسنان لفترات طويلة، مما يسمح للبكتيريا باستخدام السكر لإنتاج أحماض تسبب تسوسًا عميقًا.
وترى الدكتورة «سايد ميكس»، خبيرة التغذية، أن تناول الحلويات اللزجة يزيد من فرص التهابات اللثة، مشددة على أهمية تنظيف الأسنان فور تناولها.
رغم الفوائد الغذائية للعصائر الطبيعية، فإن محتواها العالي من الأحماض، خاصة عصائر البرتقال والتفاح، يسبب تآكل الأسنان. أشارت دراسة ألمانية إلى أن عصير التفاح والبرتقال أكثر قدرة على تآكل الأسنان مقارنة بالصودا.
تتحول النشويات المكررة، مثل الخبز الأبيض والبطاطس المقلية، إلى سكريات بسيطة داخل الفم. هذه السكريات تُعتبر وقودًا للبكتيريا، مما يزيد من خطر التسوس، خاصة عند تراكم بقاياها بين الأسنان.
الأضرار الناجمة عن هذه الأطعمة ليست مقتصرة على تسوس الأسنان فقط، بل تشمل أمراض اللثة، التهابات الفم، وحتى تآكل المينا بشكل لا رجعة فيه. كما أن بعض العادات الغذائية، مثل مضغ الثلج أو تناول الأطعمة الصلبة، يمكن أن تؤدي إلى كسر الأسنان.