أحداث جارية سياسة

عدد السوريين العائدين إلى سوريا منذ سقوط الأسد يهدد استقرارها

عدد السوريين العائدين إلى سوريا

أثارت التقارير الأممية عن عدد السوريين العائدين إلى سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المعزول بشار الأسد، مخاوف من نتائج عسكية تهدّد استقرار سوريا على المدى الطويل.

أرقام عن عدد السوريين العائدين إلى سوريا

يعيش ما يزيد عن 6.2 مليون لاجئ سوري في أماكن متفرقة حول العالم، ويفكر معظمهم حاليًا في قرار العودة.

وفي الأيام التي أعقبت سقوط الأسد، قرأ بعض المراقبين صور حركة المرور على طول الطرق المؤدية إلى دمشق وحلب كدليل على أن العديد من السوريين في البلدان المجاورة كانوا يهرعون إلى ديارهم.

ومع ذلك، سرعان ما أصبح من الواضح أن الكثير من هذه الحركة جاءت من أشخاص نزحوا داخل سوريا، حيث تشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من 660 ألف سوري نزحوا داخليًا حديثًا منذ أوائل ديسمبر 2024.

وحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بلغ عدد السوريين العائدين إلى سوريا، بين 8 ديسمبر 2024 و16 يناير 2025، نحو 195200 لاجئ.

وبالعودة إلى بيانات 2024، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.4 مليون سوري لا يزالون نازحين داخليًا، مع ما يقرب من 4.9 مليون يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة، فيما أُعيد توطين 1.3 مليون آخرين في أماكن أخرى، معظمهم في أوروبا.

وقدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 2 يناير، أنه منذ الإطاحة بالأسد، دخل حوالي 115 ألف سوري إلى البلاد عبر المعابر الحدودية الرسمية.

ويعيش حوالي نصف اللاجئين السوريين المسجلين بما يعادل 3.1 مليون، في تركيا، التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم.

وتمنح الحكومة التركية السوريين وضع الحماية المؤقتة، مما يسمح لهم بالبقاء بشكل قانوني، على الرغم من أنها لا توفر مسارًا للحصول على الجنسية.

ويعد لبنان ثاني أكبر مضيف للاجئين السوريين مع حوالي 774000 شخص مسجل.

ومع احتساب الأفراد غير المسجلين، يرتفع العدد الإجمالي إلى ما يقدر بنحو 1.5 مليون.

وتستضيف ألمانيا ثالث أكبر عدد من اللاجئين السوريين بحوالي 716 ألفًا وفقاً للأمم المتحدة.

لماذا يمثّل عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا مشكلة؟

سلّط تحليل لمجلة “Foreign Policy” الأمريكية الضوء على الأزمة التي يمكن أن يحدثها عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا، بالنظر إلى ضخامته.

أوضح التقرير أن العودة المبكرة تصاحبها مخاطر كبيرة للاجئين، تشمل المخاوف الأساسية بشأن سبل عيشهم، مثل الافتقار إلى السكن والبنية التحتية.

وجاء في التقرير أن “التسرع في إعادة ملايين اللاجئين وسط مثل هذه الحالة العميقة من عدم اليقين يؤدي إلى نتائج عكسية لهدف العودة الآمنة والطوعية والمستدامة للاجئين، وكذلك لاستقرار سوريا على المدى الطويل”.

وسلّط التقرير الضوء على المخاوف من نشوب موجة عنف جديدة، مشيرةً إلى خروج عشرات الآلاف من السوريين في الأسابيع الماضية، حتى مع تشديد الدول المجاورة لمتطلبات دخولها.

وأضاف التقرير: “حتى لو استقر الوضع السياسي والأمني في سوريا، فإن مستوى الدمار والاحتياجات الإنسانية قد ترك العديد من السوريين مترددين في العودة، حيث يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما خدمات الدولة مفرغة بعد سنوات من الحرب”.

ولفت التقرير أنه مع اشتداد الشتاء، لا يملك ملايين السوريين داخل البلاد ملاجئ دافئة، ومن المؤكد أن اللاجئين النازحين لن يكون لديهم مأوى دافئ ليعودوا إليه.

وفي تقييم حديث أجرته لجنة الإنقاذ الدولية في لبنان، فإن الغالبية العظمى من اللاجئين الذين تمت مقابلتهم لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى مسكن صالح للعيش داخل سوريا.