صحة

«الأرجيريا».. مرض نادر يلون الجسم بالأزرق

كشفت عددًا من الدراسات العلمية إلى أن التعرّض المفرط للفضة يؤدي إلى تطور حالة مرضية نادرة تُعرف بالأرجيريا، حيث يتحوّل جلد المرضى إلى لون أزرق مائل للرمادي نتيجة تراكم الفضة في أجسامهم.

ورغم أن هذا المرض كان شائعًا في القرن التاسع عشر، بسبب الاستخدام الواسع للفضة من قبل العاملين في هذا المجال أو استخدامه كعلاج لبعض الأمراض، فإن أرجيريا اليوم أصبحت حالة نادرة بشكلٍ ملحوظ.

وبينما لا توجد إحصائيات دقيقة حول معدلات الإصابة، فإن مراجعة للدراسات الطبية المنشورة حتى عام 2018، أظهرت أن 16 مريضًا أصيبوا بالمرض بعد تعرّضهم لمعلّقات الفضة السائلة، المعروفة بالفضة الغروية.

ما هو مرض الأرجيريا؟

يتسبب مرض الأرجيريا في تراكم الفضة داخل الجسم، سواء عن طريق تناولها مباشرة أو التعرض لمركباتها، ويؤدي هذا التراكم إلى تغيير لون البشرة والأظافر إلى لون رمادي مزرق، وهي حالة تكون دائمة في أغلب الأحيان.

عادة ما يحتوي الجسم البشري على كميات ضئيلة من الفضة، وذلك نتيجة للتعرض البسيط من الطعام والماء. لكن في مرضى الأرجيريا، تتراكم هذه الكميات بشكل كبير على مدى أشهر أو سنوات، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المميزة لهذا المرض.

كيف يحدث الأرجيريا؟

يتعرض الأشخاص الذين يعملون مع الفضة أو يستخدمون الفضة الغروية كمكمل غذائي لأكبر مخاطر الإصابة بهذا المرض.

ويستهلك البعض الفضة الغروية كعلاج بديل لبعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، في حين أن المسؤولين الصحيين في الولايات المتحدة حذروا من أن هذا المركب لا فعالية له في علاج أي حالة طبية، بل قد يتداخل مع أدوية أخرى مثل المضادات الحيوية.

ما هي أعراض مرض الأرجيريا؟

من أبرز أعراض الأرجيريا هو تغير لون الجلد إلى اللون الرمادي المائل إلى الأزرق، حيث يظهر هذا التغيير بوضوح في المناطق المعرضة للشمس.

وتصبح الأظافر أيضًا أغمق من اللون الطبيعي، ويمكن أن تظهر بقع داكنة على الجلد تعرف باسم «فرط التصبغ».

ورغم أن هذه التغيرات الجلدية تعتبر دائمة، فإن المرض قد يسبب مشاكل نفسية للمصابين بسبب تغير مظهرهم. تختلف الأعراض تبعًا لكمية الفضة التي دخلت الجسم وكيفية دخولها ومدة تراكمها، وقد تكون هذه الأعراض متركزة في منطقة معينة من الجسم أو في العين.

بالإضافة إلى التغيرات الجلدية، قد يعاني المرضى من أعراض أخرى مثل آلام في البطن، تعب، صداع، وأضرار بالكلى، رغم أن الأرجيريا نفسها ليست حالة مهددة للحياة. ورغم أن التسمم الحاد بكميات كبيرة من الفضة قد يكون قاتلًا، فإن ذلك المرض في العادة ليس مميتًا.

هل هناك علاج لمرض الأرجيريا؟

حتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ لهذا المرض، وتم اختبار العلاج بالليزر في محاولة لتحسين مظهر الجلد المتغير اللون لدى المرضى، ولكن لم تكن النتائج مرضية أو ناجحة.

لذا، يظل المرضى الذين يعانون من الأرجيريا يواجهون تحديًا مستمرًا في التعامل مع التأثيرات الجمالية لهذا المرض.

يسلّط مرض الأرجيريا، بما يعكسه من آثار سلبية على مظهر الأفراد، الضوء على مخاطر الاستخدام غير المنظم للمكملات الغذائية التي تحتوي على الفضة، كما يثير التساؤلات حول فعالية مثل هذه العلاجات البديلة. بينما لا توجد حاليًا حلول علاجية فعّالة، تبقى الوقاية هي الخيار الأمثل لمنع الإصابة بهذا المرض النادر.