سياسة

قبل ترامب.. أول رئيس يصل للبيت الأبيض مرتين غير متتاليتين

دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، يحقق إنجازاً تاريخياً بفوزه في انتخابات 2024 ليصبح ثاني رئيس في تاريخ أمريكا يُنتخب لولايتين غير متتاليتين، فمن هو الرئيس الوحيد بخلاف ترامب الذي استطاع الوصول للبيت الأبيض مرتين منفصلتين أي انتخب لأول مرة ثم خرج من البيت الأبيض وعاد إليه مرة أخرى؟

غروفر كليفلاند: الرئيس الأول لولايتين غير متتاليتين

غروفر كليفلاند، المحامي والمصلح السياسي، دخل الساحة السياسية متأخراً، لكنه نجح في أن يكون أول ديمقراطي يتولى الرئاسة بعد الحرب الأهلية. حقق خلال ولايته الأولى إنجازات بارزة مثل إنشاء لجنة التجارة بين الولايات.

لكن قراراته المثيرة للجدل، كرفضه تقديم مساعدات اتحادية للمزارعين، أثرت على شعبيته. في انتخابات 1888، خسر أمام الجمهوري بنجامين هاريسون، رغم فوزه بالتصويت الشعبي. عاد كليفلاند للرئاسة في 1892، حيث ركز على إصلاح التعريفات الجمركية وسط أزمة اقتصادية كبرى.

هل ينتهي ترامب مثل مصير كليفلاند؟

بحلول عام 1892، ساعدت أخطاء الجمهوريين، بما في ذلك فشلهم في تمرير قانون للحقوق المدنية، كليفلاند على استعادة الرئاسة. ولكن، بدأت التحديات بسرعة مع اندلاع “ذعر عام 1893″، وهو أسوأ أزمة اقتصادية حتى الكساد الكبير. بدلاً من تقديم مساعدات فدرالية، تمسك كليفلاند بسياساته التقليدية المتعلقة بالتعريفات ومعيار الذهب، مما أدى إلى انقسام حزبه وتدمير شعبيته.

تشابهات بين ترامب وكليفلاند

تشترك رحلة ترامب وكليفلاند في العديد من السمات. كلاهما أظهر تجاهلًا للوحدة الحزبية، وواجه انتقادات بسبب سياساتهما الاقتصادية وصراعهما مع الإعلام. ترامب، الذي استعاد البيت الأبيض بدعم جمهوره، قد يواجه تحديات مشابهة لتلك التي دمرت شعبية كليفلاند وحزبه. تاريخ كليفلاند يظهر أن العودة إلى الرئاسة لا تضمن نجاحًا دائمًا.

انتخابات 2024: انتصار ترامب الساحق على هاريس

رجوعًا لحوالي شهرين، فإن ترامب قد استطاع ترامب الفوز بـ267 صوتاً انتخابياً، متقدماً على كمالا هاريس بـ224 صوتاً. اجتاز جميع الولايات السبع المتأرجحة، بما فيها ميشيغان وبنسلفانيا. وصف ترامب هذا الانتصار بأنه “الأكثر إبهاراً” في التاريخ السياسي، إذ ليس المعتاد أن يكون هذا الفارق الكبير موجودًا في المنافسات.

في النهاية

عودة ترامب للرئاسة تعكس رغبة شعبية في تغيير المسار السياسي. هذا الانتصار يعيد صياغة المشهد السياسي الأمريكي، ويضع تحديات جديدة أمام ترامب لتحقيق وعوده الانتخابية وسط انقسام سياسي متزايد.