أحداث جارية سياسة

الجيش السوداني يُحكم سيطرته على ود مدني.. ما أهميتها؟

الجيش السوداني يُحكم سيطرته على ود مدني

قال الجيش السوداني، اليوم السبت، إنه تمكن بمساعدة القوات المتحالفة من استعادة سيطرته على مدينة ود مدني في مكسب هو الأهم في القتال المستمر منذ عامين مع قوات الدعم السريع.

ومن خلال حسابه الرسمي عبر منصة X، نشر الجيش مقطع فيديو قال فيه: “القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تتقدم بثبات في محور مدينة مدني ولاية الجزيرة وتكبد مليشيا آل دقلو “المتمردة الإرهابية” خسائر كبيرة – محور مدينة مدني – ١١ يناير ٢٠٢٥م”. وبدأ السودانيون في الاحتفال في عدة مدن سودانية بهذا الإنجاز الكبير للجيش، إذ إنه قد يغير بوصلة الحرب التي بدأت قبل نحو عامين وخلفت أزمة إنسانية كبرى في السودان من قتلى ونزوح وانعدام الأمن الغذائي.

وهنأ الجيش في بيان رسمي اليوم السبت، على لسان الناطق باسمها، الشعب السوداني بدخول مدينة ود مدني، مشيرًا إلى أنه يعمل حاليًا على تطهير المنطقة من المتمردين المختبئين داخل المدينة. وقال: “نؤكد لشعبنا الأبي أن قواتكم المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور لنظافة كل شبر دنسته مليشيا آل دقلو الإرهابية في البلاد”.

كما هنأت القوات المسلحة السودانية في بيانها القوات المساندة لها  في كل مكان ولشعبنا وهو يسترد كرامته وأمنه واستقراره، بحسب قولها، داعية بالجنة والخلود للشهداء وعاجل الشفاء للمصابين وأن يرد الأسرى والمفقودين. وأشار الجيش إلى القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تتقدم بثبات في محور مدينة مدني ولاية الجزيرة وتكبد مليشيا آل دقلو المتمردة خسائر كبيرة  في محور مدينة مدني. ودمر الجيش السوداني 5 مركبات قتالية وقتلت مرتزقة ليبيين يعملون كقناصة  إلى جانب إصابة عدد كبير من المتمردين.

أهمية السيطرة على ود مدني

كانت ود مدني خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ ديسمبر 2023، وتُعد منطقة استراتيجية وعسكرية مهمة باعتبارها عاصمة ولاية الجزيرة ومركز تجاري وزراعي مهم ولذلك يُطلق عليها “قلب لسودان النابض” لأن من يسيطر عليها يتحكم في السودان بأكمله. وجغرافيًا، تتوسط ود مدني السودان وتشرف على جنوب ووسط وشمال وشرق البلاد، وهي الثانية بعد الخرطوم من حيث الثقل الاقتصادي والاجتماعي، وهي حاضنة لولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم. كما أن جسر حنتوب الواقع في المدينة يربط البلاد بأكملها.

ويؤدي السيطرة على ود مدني لإحكام الخناق على شرقي البلاد، خصوصًا ولايات القضارف وكسلا ومدينة بورتسودان والتي باتت مقرًا للحكومة ومركز السيادة الحاكم ومقر للعاصمة البديلة. كما أنها استضافت العديد من النازحين منذ اندلاع الصراع ما جعلها مدينة محورية في تطور القتال.

وجاءت سيطرة الجيش على ود مدني بعد ساعات من إعلان الجيش، أمس الجمعة، سيطرته على مدينة أم القرى بعد قتال استمر لأيام متتالية مع قوات الدعم السريع. وتبعُد أم القرى مسافة 40 كيلومترًا عن شرق عاصمة ولاية الجزيرة ود مدني، والتي وقعت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في ديسمبر الماضي. كما سيطر الجيش النظامي على منطقة الواد الأبيض من خلال قوات درع السودان والتي تقع على مسافة 20 كيلومترًا من جسر حنتوب.

وكانت بداية الاشتباكات في أم القرى اندلعت في 7 ديسمبر الماضي، عندما سيطرة قوات قوات درع السودان عليها بقيادة أبو عاقلة كيكل، قبل أن تعود قوات الدعم السريع وتسيطر عليها مرة أخرى في اليوم ذاته. ومنذ يوم الأربعاء الماضي، يشن الجيش السوداني حملات قوية لاستعادة مدينة ود مدني، واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تخضع بسيطرتها في وسط السودان  ومن بينها القتل والنهب والاغتصاب.

اقرأ أيضًا: لماذا رحب الجيش السوداني بالفيتو الروسي أمام مجلس الأمن؟