في عصرنا الرقمي تنتشر المعلومات الكاذبة والمضللة التي تختبئ تحت ظل العلم، ما يزيد الفوضى يوماً بعد يوم، لا سيما في أوقات الأزمات، مثلما حدث جائحة “كورونا”، وتحديداً مع اللقاح ومن سيحصل عليه وهل الأمر مؤامرة؟
بكل تأكيد يعد التعرض للأخبار الزائفة خاصة العملية منها، أمر لا يكشفه إلا القليل من الناس، لأن عبر العناوين الرئيسية تكون جذابة وتجد انتشار عبر الإنترنت، وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
عناوين مثيرة.. الناس لن تقرأ
وفي هذا الشأن، يحذر الباحث في لتدقيق الحقائق عبر الإنترنت، جون غريغوري، من أن عناوين المقالات المكتوبة بأحرف كبيرة بالكامل باللغة الإنجليزية، أو تلك التي تُستخدم فيها علامات تعجّب، أو المتضمنة آراءً مخالفةً للمعتقدات السائدة، ما هي إلا بعض العلامات التي قد تدلّ على أن محتواها المضلل، وتستخدم الحروف الكبيرة للفت الانتباه.
استخدام اللغة المشحونة بالعواطف، إحدى أهم إثباتات أن المحتوى مضلل، وذلك بحسب الباحث في الحقائق عبر الإنترنت، الذي يقول إن الاختلاف الرئيسي بين القصة الواقعية والمضللة هو الدليل الذي يستخدمه المؤلفون لدعم المزاعم في العنوان الرئيسي.
كما يرى أن أفضل طريقة لحماية المتصفح عبر الإنترنت من التعرض للتضليل بعد قراءة خبر “مثير” هي النقر فوق الرابط وقراءة المقالة بدلاً من الاكتفاء بقراءة العنوان فقط.
في العادة تعتمد مواقع التي تنشر العلوم المضللة على أن الناس لن يتعمقوا في الدراسات التي يستشهدون بها، وذلك من خلال الاكتفاء بقراءة العناوين الرئيسية أو السطور الأولى.
علاجات سحرية للسرطان!
ويشرح “غريغوري” طرق البحث عن المعايير البسيطة لكشف الأخبار المضللة، أولاً “هل حجم عينة الدراسة كبير؟ وهل توجد مجموعات ضبط فيها، وهل هناك تحفظاتٌ في استنتاجات الباحثين؟ إذ يجب تضمين كل هذه العناصر في ملخّص الدراسة -أي الفقرة التي تأتي في بدايتها وتلخّص طريقة إجرائها ونتائجها، كما يجب أن تذكر المقالات الإخبارية التي تناولت هذه الدراسة هذه التفاصيل أيضاً.
وفي سياق أخر، تقول جيسيكا ماكدونالد، محررة العلوم في موقع “فاكت تشيك”، أن عادةً ما يكون العلماء حذرين للغاية بشأن نتائجهم، ودائماً ما يوصون بإجراء المزيد من البحث مع توفّر المزيد من البيانات، وتضيف: «في الواقع؛ إذا كان العالِم متأكداً 100% من نتائجه، فمن المحتمل أن تكون هذه علامةً على أن المعلومات التي يقدمها ليست دقيقة.
ويشير غريغوري إلى أن أهم ما يبحث عنه في الأخبار التي يشك فيها، “تاريخ هذا الموقع والمزاعم التي نشرها في الماضي، فإذا كان أحد مواقع الويب معتاداً على نشر معلومات مضللة لرفض اللقاحات قبل الجائحة -على سبيل المثال- فلن يكون مصدراً موثوقاً للمعلومات حول لقاحات كوفيد-19 الآن”.
أما بخصوص المواضيع التي تنشر أخبار تخص علاجات سحرية لأمراض مستعصية مثل السرطان: “أن ذلك يعد تحريف للدراسات المخبرية المُصغرة، أو أن ذلك نشر لدراسات أُجريت على الحيوانات فقط ولم تشمل البشر”.