صوّت برلمان كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، على عزل الرئيس المؤقت، هان داك سو، بعد أقل من أسبوعين على عزل الرئيس يون سوك يول، وهو ما تسبب في مزيد من الفوضى السياسية في البلاد.
وكان هان الذي كان يرأس مجلس الوزراء تولى منصب الرئيس المؤقت خلفًا لـ يون الذي تم عزله أيضًا من قبل البرلمان في 14 ديسمبر، بعد فرض الأخير الأحكام العرفية. وصوت 192 نائبًا لصالح عزل هان، متجاوزًا الحد اللازم لعزل الرئيس المتمثل في 151 صوتًا.
ما سبب عزل رئيس كوريا الجنوبية المؤقت؟
يقول نواب البرلمان إن هان كان من المفترض أن يعمل على تيسير الفترة المؤقتة التي تعيشها البلاد ويدعم خروجها من الفوضى السياسية ولكنه لم يفعل ذلك. وأكد نواب المعارضة أن الرئيس المؤقت عرقل إكمال مراحل عزل الرئيس السابق بعد أن رفض تعيين 3 قضاة لشغل الوظائف الشاغرة في المحكمة الدستورية متحججًا بأن هذا الأمر لا يقع ضمن صلاحياته.
وقال هان إنه يقبل أي نتيجة، واتخذ قرارًا بتعليق مهام عمله وفق القوانين، مؤكدًا أنه سينتظر قرار المحكمة الدستورية لمراجعة طلب العزل. وعلى الرغم من التصويت بالأغلبية على عزل هان، إلا أن حزب قوة الشعب الحاكم قاطع التصويت واتهم البرلمان بممارسة الاستبداد وحاصر نوابه منصة الرئيس مرددين هتافات “التصويت باطل”. وعلى الفور تم إعلان وزير المالية تشوي سانج موك، رئيسًا مؤقتًا بالنيابة للبلاد، في الوقت الذي تنظر فيه المحكمة الدستورية في قضيتي يون وهان. وعقد تشوي اجتماعًا مع المسؤولين بما فيهم القيادة العسكرية وقال إنه سيبذل أقصى جهده لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وكان تشوي من أبرز المعارضين لعزل هان، وناشد في وقت سابق البرلمان لسحب هذه الخطة، قائلًا إنها ستجر البلاد نحو مزيد من الفوضى وستلحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد. وهذا بالضبط ما شعر به حلفاء كوريا الجنوبية مثل الولايات المتحدة وأوروبا، إذ وجدوا في عزل يون صدمة كبيرة. وكان الحلفاء يعلقون الآمال على يون كقائد أكبر اقتصاد في آسيا، في مواجهة الصين وروسيا وكوريا الشمالية، ولكن الإطاحة به عززت من الشعور بعدم اليقين وعدم استقرار البلاد خصوصًا وأن تشوي نفسه قد يكون معرضًا للإقالة إذا لم يتعاون مع البرلمان الذي تقوده المعارضة.
تداعيات عزل الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية
على أثر تلك التطورات السياسية، تراجع الوون الكوري بنسبة 0.5% إلى 1477.0 وون للدولار، بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من 15 عاما عند 1486.7 وون قبل التصويت. واعتبر المحلل في شركة يوجين للاستثمار والأوراق المالية، هوه جاي هوان، أن تولي تشوي منصب الرئيس المؤقت للبلاد ليس بأمر جيد للبلاد بل أنه سيئ، إذ يشير إلى أن الاضطرابات السياسية مستمرة. من جانيه حذر أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميونججي، شين يول، من أن البلاد يمكن أن تزلق إلى أزمة اقتصادية على غرار تلك التي عاشتها في أواخر تسعينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضًا: هان داك سو.. من هو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية المعزول؟