سياسة

احتجاجات واشتباكات دامية.. ماذا يجري في سوريا؟

اشتباكات دامية في سوريا

 

شهدت سوريا خلال الأيام الماضية موجة اضطرابات واسعة النطاق، بدأت بتداول مقطع فيديو يُظهر اعتداءً على مقام ديني في مدينة حلب، وتطورت لتشمل احتجاجات شعبية واشتباكات عنيفة، وصولًا إلى تحركات أمنية مكثفة.

وتداول ناشطون، أمس الأربعاء، مقطع فيديو «قديم» يُظهر اعتداء على مقام ديني للطائفة العلوية في حي ميسلون بحلب، ما أسفر عن مقتل خمسة من خدم المقام وتدميره جزئيًا، وأوضحت وزارة الداخلية السورية أن الفيديو يعود لفترة تحرير المدينة قبل أسابيع، وعدت إعادة نشره محاولة لإثارة الفتنة، لكن ذلك لم يهدئ الغضب الشعبي الذي انفجر في مناطق عدة، أبرزها طرطوس واللاذقية وحمص.

وخرجت مظاهرات حاشدة في اللاذقية تندد بـ«انتهاكات» استهدفت المجتمع العلوي. وقال أحد المتظاهرين، لـ«فرانس برس»، إن استمرار الضغط على هذه الطائفة قد يؤدي إلى «انفجار»، بينما رفع المحتجون شعارات تدعو للوحدة بين مكونات المجتمع السوري.

اشتباكات دامية في طرطوس وحمص

في السياق ذاته شهدت محافظة طرطوس، معقل الطائفة العلوية، مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين مرتبطين بالنظام السابق، وأفادت مصادر حقوقية بمقتل 14 عنصرًا من قوات الأمن، في حين لقي ثلاثة مسلحين مصرعهم خلال محاولة اعتقال مسؤول سابق في عهد الأسد متهم بارتكاب انتهاكات في سجن صيدنايا.

وفي حمص، فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين لتفريق احتجاجات غاضبة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما فرضت السلطات حظرًا للتجوال في المدينة بعد تصاعد التوترات.

ومع تصاعد الأحداث، تزايدت التحذيرات من تداعيات الفتنة الطائفية، واتهم وزير الإعلام السوري محمد العمر، «أيادٍ خفية» تحاول زعزعة استقرار البلاد، مؤكدًا أن السلطات ستتعامل بحزم مع مثيري الفتنة.

وقال العمر إن الحكومة ملتزمة بحماية المواقع الدينية والتاريخية، وأن الفيديو المتداول لا يعكس الواقع الحالي. في الوقت نفسه، دعا محافظ طرطوس أحمد الشامي إلى التهدئة، مشددًا على أهمية الحوار بين مكونات المجتمع السوري.

عملية أمنية واسعة النطاق

بالتزامن مع الاحتجاجات، أعلنت السلطات السورية إطلاق عملية أمنية في غرب البلاد لملاحقة «فلول ميليشيات الأسد»، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية «سانا». وشملت العملية ريف طرطوس ودمشق، حيث وقعت اشتباكات مع مسلحين أثناء تمشيط المناطق.

وشددت وزارة الدفاع على ضرورة تسليم المطلوبين أنفسهم وأسلحتهم خلال أربعة أيام، محذرة من اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين.

على صعيد آخر، أحرقت السلطات السورية الجديدة كميات ضخمة من المخدرات، بينها نحو مليون حبة كبتاجون، اكتُشفت في مستودعات تابعة للنظام السابق. وتزامن ذلك مع تدمير مخزون من الكحول والمخدرات في دمشق، في إطار جهود تستهدف قطع شبكات التهريب التي يُعتقد أنها مرتبطة بأفراد من عائلة الأسد.

وفي مواجهة هذه التوترات، تحاول السلطات الجديدة طمأنة الأقليات الدينية والعرقية في البلاد. وقالت جماعة «هيئة تحرير الشام»، التي تقود الحكومة الانتقالية، إنها ملتزمة بحماية حقوق جميع المكونات السورية، وإن الهجوم على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي «لا يمثل توجهاتها».