سياسة

مأساة إنسانية جديدة في غزة.. وفاة 3 أطفال بسبب البرد

تُعد منطقة المواصي الساحلية ملاذًا للنازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام مؤقتة من القماش والنايلون، حيث تفتقرهذه الخيام إلى وسائل التدفئة وتترك سكانها عرضة للبرد القارس، ما يؤدي إلى مآسٍ متكررة، خاصة بين الأطفال الذين يعانون من نقص الملابس والغذاء

في مأساة جديدة تكشف حجم الأزمة الإنسانية في غزة، توفي ثلاثة أطفال فلسطينيين بسبب البرد، بينهم طفلة حديثة الولادة، داخل خيمة بمخيمات اللاجئين في منطقة المواصي جنوب القطاع.

يسلط هذا الحادث المؤلم الضوء على الظروف القاسية التي يعيشها النازحون الفلسطينيون، خاصة الأطفال، في ظل استمرار عدوان الكيان الإسرائيلي والأوضاع المعيشية المتدهورة.

ومن جانبه أكد الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، أن وفاة الطفلة سيلا محمود الفصيح جاءت نتيجة البرد القارس الذي اجتاح المنطقة.

كما أشار الدكتور أحمد الفرا من مستشفى ناصر في خان يونس إلى وفاة طفلين آخرين، أحدهما يبلغ من العمر ثلاثة أيام والآخر شهر واحد، بسبب عدم توفر الدفء والمأوى المناسبين.

مخيمات اللاجئين في الشتاء معاناة تتفاقم

تُعد منطقة المواصي الساحلية ملاذًا للنازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام مؤقتة من القماش والنايلون، حيث تفتقرهذه الخيام إلى وسائل التدفئة وتترك سكانها عرضة للبرد القارس، ما يؤدي إلى مآسٍ متكررة، خاصة بين الأطفال الذين يعانون من نقص الملابس والغذاء.

وفي مشهد مؤلم، ظهر والد الطفلة سيلا محمود الفصيح يحتضن جسد ابنته الملفوف بأكفان بيضاء، بينما تجلس الأم ناريمان بحسرة، قائلة: “ماتت سيلا بسبب البرد. كنت أحاول تدفئتها، لكن لم يكن لدينا ما يكفي من الملابس”.

الأزمة الإنسانية في غزة

دمر العدوان الإسرائيلي المستمر أحياء غزة وحوّلها إلى مناطق تعاني من المجاعة والتشريد والأمراض، وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 45 ألف فلسطيني قُتلوا وأُصيب 107 آلاف، بينما يواجه مئات الآلاف من النازحين خطر البرد الشديد ونقص المأوى.

وتُظهر التقارير أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، إذ قُتل أكثر من 17,600 طفل منذ بدء الحرب.

كما أشار تقرير صادر عن الأونروا إلى أن طفلاً يُقتل كل ساعة في غزة، مع ارتفاع عدد الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم أو أصبحوا بلا مأوى إلى نحو 17 ألف طفل.

البحث عن الدفء وسط العاصفة

في مخيمات اللاجئين في الشتاء، يكافح النازحون للعثور على الحد الأدنى من الدفء الذي يحميهم من الموت بسبب البرد، حيث يواجه الأطفال النازحون، الذين أجبروا على الفرار بملابس الصيف، الآن خطر الموت من البرد القارس، في ظل الحصار الإسرائيلي الذي استنزف الإمدادات الطبية والغذائية.

ووفقًا لليونيسف، فإن 20% فقط من وحدات رعاية الأطفال تعمل في غزة، ما يجعل الأطفال الخدج معرضين بشكل كبير للوفاة بسبب نقص الأجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي.

رسالة إنسانية للعالم

ما يحدث في غزة ليس فقط كارثة إنسانية بل وصمة عار على الإنسانية، فإن مأساة وفاة الأطفال بسبب البرد في خيام اللاجئين تذكرنا بمسؤوليتنا تجاه النازحين وضحايا الحروب.

يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لتوفير المساعدات الإنسانية التي تضمن للأطفال حياة آمنة وكرامة إنسانية.

تكرار مأساة وفاة الأطفال في غزة بسبب البرد يجعل تحرك المجتمع الدولي خطوة لا يمكن تأخيرها أكثر من ذلك، لتقديم الدعم الإنساني العاجل والبحث عن حلول دائمة تحمي الأطفال من مخاطر الشتاء القاسي، وتوفر لهم حياة آمنة.

يمكنك أن تقرأ أيضًا: نظرة أولى على بنود الهدنة المحتملة في غزة