تزخر السعودية بالوجهات الاستشفائية التي تقدم خدمات السياحة العلاجية، مدعومة بالمناظر الطبيعية الساحرة التي مهدت لإقامة منتجعات صحية على أعلى مستوى توفر الاستجمام والرفاهية ليس للمواطنين أو المقيمين في المملكة فقط، بل أيضًا للزائرين من الخارج.
وتأتي السياحة العلاجية ضمن أهداف السياحة الوطنية في استراتيجية التنمية السياحية الوطنية التي أقرها مجلس الوزراء السعودي في عام 2019. وتم إقرار مصطلح سياحة الاستشفاء بشكل نظامي في المملكة في عام 2014، من بين أنواع السياح الأخرى من برية وبحرية وزراعية وسياحة الأعمال.
أنواع السياحة العلاجية في السعودية
هناك نوعان من السياحة العلاجية في المملكة وهما “سياحة الصحة أو العلاج”، وهو النوع المرتبط بسفر المقيمين داخل المملكة أو خارجها لتلقي العلاج في منشآت طبية متخصصة. أما النوع الثاني فهو “سياحة الاستشفاء” وهي مقصد للأصحاء بغرض الحفاظ على صحتهم من خلال خدمات خاصة تقدمها منشآت متخصصة. وتُعد السياحة العلاجية من أهم روافد الاقتصاد في المملكة، إذ تساهم في زيادة المدخول من الإنفاق السياحي خصوصًا في ظل طول فترات الإقامة لهذا النوع من السياحة مقارنة بالأنواع الأخرى. بالإضافة إلى ذلك يتميز هذا النوع من السياحة بوجود مرافقين كما أنها تُتبع عادة برحلات سياحية أخرى.
أبرز وجهات السياحة العلاجية في السعودية
مشروع أمالا
من أهم المنتجعات السياحية في السعودية المهتمة بالاستشفاء، إذ تتميز المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي للبحر الأحمر بالمناخ المعتدل ودرجات الحرارة التي تصل في المتوسط إلى 31 درجة خلال فصل الصيف، إلى جانب معدل متوسط للأمطار على مدار 8 أشهر من السنة، وهذه الخصائص تمنح المنطقة مناخًا آمنًا للسياح بعيدًا عن التقلبات الجوية والأعاصير والعواصف مقارنة بباقي الأماكن المماثلة حول العالم.
من ناحية أخرى فإن المنطقة المعروفة باسم “ريفيرا الشرق الأوسط” تتميز بمناطقها الجبلية ومناظرها الطبيعية صاحبة أعلى نقاء للمياه. ويوفر مشروع أمالا مستويات عالية من الاستجمام وممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية، ومجموعة متنوعة من النوادي الرياضية المتخصصة في الفروسية والتنس والغولف وسباقات الهجن والصيد وغيرها.
مشروع البحر الأحمر
يُعد مشروع البحر الأحمر من الوجهات السياحية الرائدة داخل السعودية في مجال الصحة والاستشفاء، والمقام على عدة جزر داخل البحر الأحمر بمساحة إجمالية تصل إلى 28 كم مربع. وتستهدف السعودية من هذا المشروع تعزيز وجود المملكة على الساحة الدولية في مجال السياحة العلاجية والاستشفائية، إلى جانب تحقيق عائدات مادية ضخمة من خلال أعداد السياح وجذب الاستثمارات الأجنبية.
الينابيع الطبيعية
تتميز بعض مدن المملكة بخصائص طبيعية تؤهلها لتقديم خدمات السياحة الاستشفائية، ومن أبرزها الينابيع الحارة والباردة ذات التركيزات الأعلى من المعادن في مياهها والتي تتواجد في الأحساء بواقع 150 عينًا، ومن أشهرها عيون الجوهرية والخدود وأم سبعة.
خطوات السعودية نحو تعزيز السياحة العلاجية والاستشفاء
تبذل المملكة جهودًا واسعة من أجل تعزيز ودعم السياحة العلاجية في السعودية، سواء من خلال استغلال الأماكن الطبيعية الزاخرة بكافة سبل الراحة والتنوع الجغرافي والموارد الطبيعية والمناخ المتميز. من ناحية أخرى توفر السعودية التقنيات اللازمة وتستثمر في تذليلها لخدمة العلاج الطبي عبر تجهيز المستشفيات على أعلى مستوى وتوظيف الكفاءات الطبية في تخصصات متنوعة.
وساهمت شهرة مستشفيات المملكة المتخصصة وشعبيتها الإقليمية في زيادة عدد السياح القادمين من الخارج لأغراض طبية. وكانت المملكة أتاحت فرصة الحصول على تأشيرة سارية لمدة عام منذ 2019، كما أنها تُتيح للزائر الإقامة في المملكة لمدة 90 يومًا متواصلة.
اقرأ أيضًا: أهم مؤشرات قطاع السياحة في المملكة