استقرت أسعار الذهب اليوم الأربعاء مع انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي قد تؤثر على توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، وتعد هذه البيانات بمثابة مؤشر حاسم للتوقعات الاقتصادية حتى عام 2025.
في المعاملات الفورية، استقر سعر الذهب عند 2693.80 دولار للأوقية بحلول الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل أعلى مستوى منذ 25 نوفمبر في وقت سابق من الجلسة.
بينما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 2724.10 دولار.
تأثير بيانات التضخم على الفائدة
أوضحت المحللة رونا أوكونيل من “ستون إكس” أن الأسواق تركز بشكل كبير على بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي.
وأضافت رونا أن خفضًا متوقعًا بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة بات محتملًا الأسبوع المقبل، إلا أن التركيز سينصب على تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب الاجتماع للحصول على إشارات حول السياسة المستقبلية.
من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، حيث يتوقع المحللون أن يسجل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ارتفاعًا بنسبة 0.3% على أساس شهري و3.3% على أساس سنوي.
توقعات الفائدة وأثرها على الذهب
وفقًا لأداة “FedWatch” التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق تُقدر احتمالية خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل بنسبة 86%.
وعلق كايل رودا، محلل الأسواق لدى “كابيتال.كوم”، قائلاً: “تلك البيانات المتوقعة قد تعطي الضوء الأخضر للاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة، مما يمثل محفزًا قويًا للذهب”.
وأشار تقرير من بنك “جولدمان ساكس” إلى أن الخطر الرئيسي الذي يواجه توقعاته لارتفاع أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول 2025 يتمثل في تقليل الاحتياطي الفيدرالي لعدد مرات خفض الفائدة، وليس قوة الدولار.
وأكد التقرير أنه إذا اقتصر خفض الفائدة على مرة واحدة إضافية فقط، فقد يرتفع الذهب إلى 2890 دولارًا للأوقية.
الذهب يواجه تقلبات مع مؤشرات انتعاش
بالإضافة إلى تأثير السياسة النقدية، ذكرت رونا أوكونيل أن الذهب يظهر علامات انتعاش بعد ركود دام فترة طويلة، مشيرة إلى أن الارتفاع الأخير في الأسعار كان مدفوعًا بتغيير النظام في سوريا، واستئناف الصين لشراء الذهب.
وفي سوق المعادن الأخرى، تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.9% إلى 31.62 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 1.6% إلى 926.85 دولار، وهبط البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 963.30 دولار.
تعكس هذه التحركات ترقب الأسواق للتغيرات الاقتصادية العالمية، مع استمرار الذهب في جذب الأنظار كملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين.
المصدر: