يبدو أن قادة قوات الاحتلال العسكريين يرغبون في إنهاء الحرب، إذ يرون أنهم فعلوا ما بوسعهم والآن حان دور السياسيين للتوصل إلى اتفاق.
وعلى الرغم من أن هذا الحديث ليس معلنًا بشكل كامل ويُقال في الخفاء إلى حد كبير، إلا أنه يتزامن مع ما أعلنه رئيس الوزراء اللبناني عن أن وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال وحزب الله بات وشيكًا.
على الجانب الآخر، يؤكد كلا من المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وكامالا هاريس، أنها لا يريدان أن تكون حرب غزة ولبنان على جدول أعمالهما حال الفوز.
إنهاء الصراع العسكري
وفق ما أوردته شبكة CNN، فإن أبرز القادة في جيش الاحتلال حينما التقوا بالضباط في شمال غزة، أكدوا أن العمليات العسكرية في الجبهتين – غزة ولبنان – يجب أن تنتهي.
وتشن قوات الاحتلال واحدة من أعنف هجماتها التي شهدها القطاع منذ بداية الغزة العام الماضي.
كما انخرط حزب الله في صراع مباشر مع الاحتلال عبر الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة، وهو تصعيد مدفوع بعمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بحق قادته وكذلك الهجمات التي شنتها على الجنوب حيث معقل الجماعة اللبنانية.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال، هيرتسي هاليفي، إن هناك احتمالًا لإنهاء الحرب في الشمال مع حزب الله.
وأضاف: “وفي غزة إذا تم القضاء على قائد منطقة الشمال في القطاع، فسيكون ذلك بمثابة إنجازًا آخرًا لنا، وهذا الضغط يقربنا من تحقيق المزيد من الإنجازات.
“النصر المطلق”
في الوقت الذي كان يكرر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يسعى لتحقيق النصر المطلق في الحرب كان وزير دفاعه، يوآف غالانت، يُبدي غضبه من هذا الهدف.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، أكد غالانت في اجتماع سابق غير مُذاع للجنة البرلمانية، إن تحقيق “النصر المطلق” مجرد وهم.
ولكن رأي غالانت أصبح أكثر وضوحًا عندما أرسل مذكرة إلى نتنياهو وحكومته خلال هذا الأسبوع قال فيها إن الحرب فقدت مسارها.
وجاء في مذكرة غالانت، وفق ما نشرته القناة الـ13 الإسرائيلية، أن عدم وجود أهداف محددة للعمليات العسكرية للاحتلال، يقوّض إدارة الحملة وقرارات مجلس الوزراء.
وحدد غالانت مجموعة من الأهداف التي ينبغي أن يعمل الاحتلال وفقها في غزة وهي: إطلاق سراح الرهائن والتأكد من القضاء على التهديد العسكري من قِبل حماس، وتعزيز الحكم المدني.
ولكنه أكد في الوقت نفسه أن هذا بعيد كل البعد عن الهدف الأقصى للحرب القائم المتمثل في القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس.
الانسحاب من لبنان
في لقاء جمع بين رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، والمبعوث الأميركي، آموس هوشتاين، الأربعاء، أعرب الأول عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق للنار بين الاحتلال وحزب الله.
وقال ميقاتي إن حزب الله لم يعد يُصر على شرطه بوقف الحر في غزة أولًا لتنفيذ وقف إطلاق النار مع الاحتلال، وهذا يفتح الباب لاتخاذ هذا الإجراء.
ونقلت “سي إن إن” عن مصدر مطلع على القرارات الإسرائيلية، إن هناك حاليًا رغبة في إنهاء الحرب في لبنان في ظل التقدم الإسرائيلي، وفق قوله.
وقال غالانت يوم الأحد الماضي، إن حماس وحزب الله اللتان كانتا بمثابة المؤرق لدولة الاحتلال المزعومة طوال سنوات، لم تعدا أداة فعالة في يد إيران.
وأضاف غالانت أن بعض الأهداف لا يمكن تحقيقها بالعمليات العسكرية، مؤكدًا على ضرورة أن تتم إعادة الأسرى إلى منازلهم أيًا كانت التنازلات التي ينبغي تقديمها.
نتنياهو يتحدى
على الرغم من كل تلك الأصوات التي ترى في إنهاء الحرب حلًا لا يقبل البديل، إلا أن نتنياهو تمسك بأهدافه المتطرفة.
وقال رئيس وزراء الاحتلال فور عودة الكنيست من عطلته، إنه لن يقبل بأي نتيجة في الوقت القريب، مؤكدًا في الوقت ذاته إنه لا زال يتمسك بالنصر المطلق ولديه في ذلك خطة عمل يسير وفقها.
في غضون ذلك، تخوض إسرائيل وحماس مفاوضات غير مباشرة في قطر للمرة الأولى منذ شهرين.
وأبدى مكتب نتنياهو انفتاحًا على قبول أي مقترح لوقف قصير لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، ولكنه في نفس وقت لا يُفصح عن أي ضمانات يمكن أن تؤدي في النهاية إلى اتفاق أكبر لإنهاء الحرب.
المصدر: CNN