أحداث جارية سياسة

لهذه الأسباب انعكست السياسة على قمة بريكس

لهذه الأسباب انعكست السياسة على قمة بريكس

انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، فعاليات قمة مجموعة بريكس السنوية رقم 16 بمدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان في روسيا.

وكان من بين الأهداف الأساسية للقمة هو التركيز على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، إلى جانب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أن هدف القمة الأساسي يتمثل في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدان الأعضاء، إلا أن السياسة انعكست بشكل كبير على القمة.

وشارك في هذه القمة الدول الخمس الأساسية في المجموعة وهم: روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، إلى جانب الدول المنضمة حديثًا وهي مصر والإمارات والمملكة وإثيوبيا وإيران.

نتائج قمة بريكس

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في كلمته خلال القمة إن الدول المشاركة في القمة تحتاج إلى تفعيل التعاون في مجالات مثل التقنية والتعليم، وتنمية الموارد والتجارة والخدمات اللوجستية والتمويل والتأمين.

واقترح بوتين من هذا المنطلق إنشاء منصة استثمارية جديدة لمجموعة البريكس، والتي ستصبح أداة قوية لدعم الاقتصادات الوطنية للمجموعة، فضلًا عن توفير الموارد المالية لدول الجنوب والشرق.

كيف تأثرت قمة بريكس بالسياسة؟

قال الدبلوماسي الروسي السابق، فيتشسلاف ماتوزوف، إن السياسة تؤثر على الأوضاع الاقتصادية، خصوصًا وأن الولايات المتحدة تحارب اليوم بأشكال عديدة وليس عن طريق جيشها.

وأوضح خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “وسائل الصراع ضد روسيا ليست الجيش الأمريكي، ولكن بالإمكانات المالية الأمريكية في المجال المالي والاقتصادي والتقني وغيرها”.

وأضاف ماتوزوف: “أما في المجال العسكري فيقتصر الأمر على الدعم وتقديم إمدادت الأسلحة والذخائر الحديثة إلى أوكرانيا، ولذلك فهي حرب بالوساطة وأمريكا وراء الستار”.

وتابع: “الصراع متركز على وسائل متعددة، إلى جانب العقوبات التي كمثال تتعرض روسيا فقط لـ16 عقوبة منها”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تفرض العقوبات على الدول التي لا تعترف بها مثل الصين الشعبية، وذلك بهدف منعها من إقامة علاقات طبيعية مع روسيا وتكون مجبرة على الالتزام بها.

واستكمل ماتوزوف: “المجال الاقتصادي بات نوعًا من السلاح المعاصر، ولكن الروس والصينيين وجدوا طريقة لكي يتغلبوا على تلك العقوبات وعدم السير على النهج الذي تريد الولايات المتحدة”.

وقال: “ولكن مع الأسف الشديد، عدة منظمات دولية مثل منظمة التجارة الدولية ماتت نتيجة تلك العقوبات، ولذلك فتلك العقوبات لا بد أن تتخذها الأمم المتحدة كمثال وليست دولة منفردة أو مجموعة دول كحلف الناتو”.

وأكد أن هناك فرق كبير بين العقوبات الدولية وتلك التي تفرضها الأمم المتحدة، واجتماع قمة بريكس هو الدليل على أن العالم لا يوافق على القرارات الأحادية من جانب الولايات المتحدة.

فشل السياسة الغربية

قال ماتوزوف إن اجتماع قمة بريكس في الوقت الحاضر والظروف الدولية الحالية له أهمية كبيرة، ومنها أن السياسية الأمريكية الآن موجهة للتشدد في فرض العقوبات على روسيا على خلفية حرب أوكرانيا.

وأضاف: “اليوم في هذا الجو الاحتفالي الذي يجري في قمة بريكس، لا شك أنه يدمر الفكرة الأساسية أن أمريكا بإمكانها أن تشنق روسيا اقتصاديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا وتعزلها عن العالم كله”.

وتابع ماتوزوف: “هذا لا ينطبق فقط على روسيا ولكن أي دولة أخرى في العالم، إلى جانب الصين الشعبية التي تعيش أيضًا تحت ضغوطات ضخمة من قبل الولايات المتحدة”.

واستكمل: “ونشر النتائج والوثيقة الختامية لهذا الاجتماع، له مضمون كبير ومن أبرزها تناول الأوضاع في الشرق الأوسط التي باتت ضمن أولويات بحث نتيجة السياسة الغربية التي تدعم إسرائيل في ممارسة أعمال حربية ضد المدنيين في غزة ولبنان”.

المصدر: الإخبارية