تتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي بحسب اهتمامات كل شخص، ونظرًا للنمو السريع لقدرات الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من غالبية المجالات وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.
واشتهر الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة بقدرته على توليد النصوص وتصميم الصور ومقاطع الفيديو، إلا أن استخداماته تمتد إلى مجالات أكثر أهمية، تشمل تشخيص الأمراض وتحسين إمدادات الغذاء، مما يحقق تأثيرًا إيجابيًا قد يفاجئ الكثيرين.
ونستعرض في هذا التقرير، ثلاثة أمثلة رئيسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة على كوكب الأرض.
تشخيص السرطان
في السنوات الأخيرة، أثبت الذكاء الاصطناعي فعاليته في مجال الطب، حيث تمكن من زيادة الكشف المبكر عن سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 13%، حيث تستخدم أداة الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم “Mia” لتحليل صور الأشعة السينية، مما يمكنها من اكتشاف الأورام الصغيرة بدقة.
وتشير الدراسات إلى أن الكشف المبكر عن السرطان يمكّن المرضى من تلقي علاجات أقل عدوانية وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، ولضمان الإطلاق الآمن لهذه الأداة، تمت مراجعة كل صورة ماموجرام من قبل متخصص طبي، وتم تنفيذ المشروع على 3 مراحل.
تحسين إنتاج الغذاء
يواجه المزارعون العديد من التحديات في ظل انتشار الآفات وزيادة عدد السكان الذين يحتاجون إلى الغذاء، إلا أن أدوات الذكاء الاصطناعي نجحت في المساعدة في تحسين إنتاج المحاصيل بجنوب الهند، عبر تقديم اقتراحات تتناسب مع مراحل نضج المحاصيل.
كما ساهمت أدوات الذكاء الاصطناعي في تسريع اختبار التربة باستخدام تقنيات التعلم الآلي لتقديم رؤى سريعة وتوصيات بشأن الأسمدة، بالإضافة إلى تقييم جودة المحاصيل في الحقول، مثل الفلفل الحار، لمساعدة المزارعين في تحديد العيوب.
وخلال 18 شهرًا، حقق المزارعون زيادة بنسبة 21% في نمو النباتات لكل فدان، مع تقليل استخدام المبيدات الحشرية بنسبة 9% والأسمدة بنسبة 5%.
حماية الحياة البرية
تستخدم فرق الحفاظ على البيئة كاميرات المراقبة لمراقبة الحياة البرية، لكن مراجعة ملايين الصور يدويًا تستغرق وقتًا طويلاً، وتقدم أداة الذكاء الاصطناعي “Wildlife Insights” حلاً فعالًا، حيث تستطيع معالجة 18,000 صورة في الساعة وتحديد الأنواع.
بالاعتماد على الوقت الذي يستغرقه الإنسان لمراجعة الصور، يمكن للذكاء الاصطناعي العمل بسرعة تفوق البشر بنسبة 90%.
كما تساعد هذه التكنولوجيا خبراء البيئة على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية، وعلى سبيل المثال، بعد حرائق الغابات في أستراليا، أنشأ الخبراء صناديق أعشاش اصطناعية للطيور الشراعية التي فقدت بيوتها، وذلك بفضل برنامج “Wildlife Insights”، الذي مكنهم من تحديد استخدام الطيور لهذه الصناديق، مما جعلهم يشعرون بالثقة في زيادة جهودهم.
المصدر: