أحداث جارية سياسة

هل يسعى الاحتلال لتوريط أمريكا في صراع مباشر مع إيران؟

الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية.. هذا ما يمكن توقعه

وسط تصاعد الصراع بين الاحتلال وإيران، تتوخى الولايات المتحدة الحذر من الانحياز للجانب الإسرائيلي بشكل مباشر ولكن يبدو أن أن الأخير يسعى لتوريط واشنطن في الحرب.

ويقول أستاذ العلوم السياسية د. إبراهيم النحاس، في مداخلة لبرنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “بالتأكيد الاحتلال يستغل الفرصة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، ويرى فيها فرصة لتحقيق استراتيجيته وخططه وكذلك الداعمين له”.

وأضاف: “الكيان يحاول استغلال الأزمة لإظهار أنه يتعرض لتهديد دائم، وبالتالي توظيف هذه الأزمة بشكل دائم والتصعيد أيضًا، ما يظهر الدور الكبير للدعم العسكري والسياسي الأمريكي وهو أمر لا تستطيع دولة الاحتلال تفويته”.

وتابع النحاس: “ووسط هذا الاستغلال للدور الأمريكي، ربما يحاول توريط الولايات المتحدة للدخول في صراع مباشر مع النظام الإيراني”.

التواجد في المنطقة

يقول النحاس: الولايات المتحدة تبنت سياسة جديدة بأهمية أن تتواجد في المنطقة بالقطع العسكرية ومن خلال أذرعها ومنها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منعًا للتدخلات الصينية في المنطقة وخصوصًا في الأزمة السورية، أو حتى لتوحيد الفلسطينيين”.

وأضاف: “الولايات المتحدة تحاول تحجيم التوغل الصيني في أفريقيا، وكذلك التعاون مع إيران، وبالتالي جاءت الولايات المتحدة باستراتيجية جديدة لدفع التوجه الصيني إلى الخلف”.

وتابع النحاس: “من جهة أخرى الولايات المتحدة الأمريكية لم تُصب بإرهاق سواء من خلال تواجدها في العراق أوغيرها، بل يمكنها الانخراط في حروب عددية في عدة اتجاهات، ولا يكلفها ذلك اقتصاديًا أو عسكريًا أو ماليًا”.

تداعيات الرد الإسرائيلي على إيران

من جانبه قال الباحث في مركز الأهرام، الدكتور بشير عبد الفتاح، إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والاحتلال بالتبعية مستمرة منذ فترة، منذ أن بدأت إسرائيل في التفكير في ضرب المنشآت النووية في طهران قبل حوالي 10 سنوات.

وأضاف: “المفاوضات الآن تدور حول رغبة نتنياهو في إنهاء التهديد الدائم للاحتلال من الشمال ممثلًا في حزب الله اللبناني، في حين أن إيران تعتبر حزب الله بأنه رأس الحربة في حروب الوكالة والظل”.

وتابع: “ومن ثم تشترط الولايات على إيران من أجل الانخراط مرة أخرى في المجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها وضخ المزيد من الاستثمارات أن تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وأن تتخلى عن دعمها لحزب الله اللبناني أو التوقف عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي للحزب”.

واستكمل عبد الفتاح: “حتى الآن لا يوجد ما يؤكد أن الصفقة قد حُسمت بعد، بدليل أن هناك ما يشبه الإفاقة اللبنانية فالمرشد بدأ يتحدث عن احتمال تكرار الضربة مجددً، وأن حزب الله سينتصر وأن الدعم الإيراني مستمر”.

وقال: “يبدو أن الصفقة لم تحسم بعد بسبب الرد الإسرائيلي المتوقع، وهو ما سيحدد مآلات الصفقة الأمريكية – الإيرانية، ولو أن إسرائيل التزمت بالنصائح الأمريكية ولم تصعّد باستهداف المنشآت النووية أو الطاقة، يمكن أن تتم الصفقة بالفعل وتتوقف إيران عن دعم حزب الله”.

وأضاف: “أما إذا جاء الرد الإسرائيلي عنيفًا ولم تلتزم بالتوجيهات الأمريكية، هناك ستعاود إيران تعزيز قدرة حزب الله من أجل الاعتماد عليه في حروب الظل وحروب الوكالة مع إسرائيل”.

هل يواجه حزب الله صعوبة في استعادة توازنه؟

يقول عبد الفتاح: “بالفعل إسرائيل لا تعطي فرصة للحزب لجمع أوراقه وشتاته وإعادة تنظيم صفوفه مجددًا، والدليل و استهداف المرشح لمنصب الأمين العام، وبالتالي هي تريد بقاء الأزمة”.

وأضاف: “الحزب الآن في موقف صعب للغاية ولكنه مطالب بأن يصارع من أجل البقاء، فهو بحاجة لاستعادة قدرة الردع في مواجهة إسرائيل واستعادة توازن الرعب، وهو أمر يعتمد عليك الحزب لسد فجوة فارق القوة بينه وبين إسرائيل”.

وتابع عبد الفتاح: “الحزب كان يسبب الرعب في شمال الأراضي المحتلة بسبب صواريخه التي تطال العمق الإسرائيلي ومسيراته، وحزب الله مطالب حاليًا باستعادة هذا الشعور، ولا أعتقد أنه سيستسلم بسهولة”.

وأكد أن حزب الله سيحاول استغلال ما تبقى من قيادات وما بحوزته من صواريخ بتوجيهها ضد إسرائيل للضغط عليها، أو على الأقل رفع كُلفة الانتصار الإسرائيلي أو إحداث حالة من الهلع لتحسين موقفه التفاوضي في الأيام المقبلة”.

واحتتم: “لأن إسرائيل تريد فرض تسوية سياسية على الحزب بعد تفريغه من قدراته وقياداته ويصبح موقفه ضعيفًا فيقبل بأي مقترح للتسوية”.

المصدر: الإخبارية