قضت محكمة بريطانية، اليوم الثلاثاء، بسجن رجل لمدة 21 عاماً ونصف العام، بعد تسببه في إصابة أكثر من 130 شخصاً عندما دهس بسيارته حشداً من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم خلال موكب الاحتفالات بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو، وذلك عقب اعترافه بارتكاب 31 تهمة جنائية مرتبطة بالحادث.
إقرار بالذنب في اليوم الأول من المحاكمة
قال المدعون إن بول دويل، قاد سيارته مباشرة باتجاه تجمع من المشجعين، حيث صدم بالغين وأطفالاً، ارتد بعضهم عن مقدمة السيارة بينما جُر آخرون أسفلها، مؤكدين أن الدافع كان فقدانه السيطرة على أعصابه في تلك اللحظات.
وأقر دويل، البالغ من العمر 54 عاماً، الشهر الماضي بالذنب في عدد من التهم، من بينها تسع تهم تتعلق بالتسبب في أذى جسدي خطير بقصد الإيذاء، و17 تهمة تتعلق بمحاولة التسبب في أذى جسدي خطير، وذلك في اليوم الأول من بدء محاكمته.
الادعاء: رجل غاضب نشر الرعب في يوم فرح
وقال المدعي العام بول غريني، إن دويل كان "رجلاً غاضباً سيطر عليه غضبه تماماً" عندما قاد سيارته عمداً نحو المشجعين المحتفلين، ما أسفر عن إصابة 134 شخصاً، من بينهم ثمانية أطفال.
وأضاف غريني: "لم يتسبب فقط في إصابات على نطاق واسع، بل زرع الخوف والرعب في نفوس من اعتقدوا أنهم يعيشون يوماً مليئاً بالفرح".
الدفاع: ندم وخجل وأسف شديد
من جانبه، قال محامي الدفاع سيمون تشوكا للمحكمة إن موكله "يشعر بالرعب مما فعله"، مؤكداً أنه يعاني من ندم وخجل عميقين، ويشعر بأسف شديد تجاه جميع من تضرروا أو عانوا بسبب الحادث.
القاضي: ما فعلته يتحدى الفهم الإنساني
جلس دويل في قفص الاتهام بمحكمة ليفربول كراون، بينما قال القاضي أندرو ميناري: "يكاد يكون من المستحيل فهم كيف يمكن لشخص سليم التفكير أن يتصرف على هذا النحو"، مضيفاً أن "قيادة مركبة نحو حشود من المشاة بهذا الإصرار والاستهتار بحياة البشر أمر يتحدى الفهم العادي".
مليون محتفل و77 ثانية من الرعب
أوضح الادعاء أن نحو مليون شخص خرجوا للاحتفال بتتويج ليفربول بلقبه العشرين في الدوري الإنجليزي، وشاهدوا موكب الحافلة المكشوفة التي ضمت لاعبي الفريق والجهاز الفني مع كأس البطولة.
وأضاف غريني أن دويل دخل بسيارته إلى وسط المدينة لاصطحاب أصدقاء حضروا العرض، وخلال نحو 77 ثانية عند الساعة السادسة مساءً، اندفع بسيارته نحو الحشود وهو يصرخ ويشتم ويضغط على بوق السيارة، مصطدماً بالمشاة مراراً.
شهادات ضحايا حادث دهس جمهور ليفربول
قالت آنا بيلونوجينكو إحدى ضحايا الحادث، إنها اضطرت للخضوع لجراحة لعلاج كسر في الركبة، بعد أن كانت قد انتقلت من أوكرانيا إلى بريطانيا عام 2024، وأضافت في بيان قُرئ نيابةً عنها: "جئنا إلى هذا البلد هرباً من الحرب على أمل أن نشعر بالأمان أخيراً، لكننا فقدنا هذا الشعور الآن، وكأن الأمان يُسلب منا مرة أخرى".
ووصف ضحايا آخرون الآثار النفسية والجسدية طويلة المدى للحادث، مشيرين إلى أنهم باتوا غير قادرين على العمل أو رعاية أسرهم، أو التواجد في الأماكن المزدحمة، بل وحتى متابعة مباريات نادي ليفربول، بعدما تحولت لحظة احتفال إلى تجربة مؤلمة لا تُنسى.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
الحرب تُفرّغ أوكرانيا من سكانها.. انخفاض المواليد وارتفاع الوفيات
عام على سقوط الأسد… أبرز اعتداءات الاحتلال على سوريا
مسؤول بحماس: الفلسطينيون دفعوا ثمن 7 أكتوبر ومستعدون لتجميد أسلحتنا













