يعد النحاس أحد العناصر الأساسية في صناعة السيارات، سواء التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري أو السيارات الكهربائية التي تشهد تزايدًا في الطلب العالمي، حيث يلعب النحاس دورًا حيويًا في توصيل الكهرباء داخل أنظمة السيارة، من البطاريات إلى المحركات وحتى كابلات الشحن.
ومع التطور المستمر في التكنولوجيا، ازداد الاعتماد على المواد البديلة مثل الألومنيوم في بعض المكونات، مما أدى إلى تقليل كثافة النحاس في السيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من هذا التراجع النسبي، لا يزال النحاس عنصرًا مهمًا وأساسيًا لضمان أداء فعال ومتانة طويلة المدى لهذه المركبات.
تطور كثافة النحاس في السيارات الكهربائية
شهدت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات (BEVs) انخفاضًا ملحوظًا في كثافة النحاس على مدى العقد الماضي.
ووفقًا لتقرير شركة Benchmark Mineral Intelligence، فإن كمية النحاس المستخدمة في كل سيارة انخفضت بشكل ملحوظ، من 99 كجم في عام 2015 إلى 62 كجم متوقعًا بحلول عام 2030.
ويعود هذا التراجع إلى الابتكارات المستمرة في مجالات التصنيع والتصميم، مع استخدام مواد بديلة مثل الألومنيوم لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
البطاريات وأنظمة الأسلاك
أحد أبرز العوامل التي أدت إلى تقليل استخدام النحاس هو الابتكار في تصنيع البطاريات، حيث كانت رقائق النحاس المستخدمة في أنودات البطاريات تزن حوالي 41 كجم لكل مركبة في عام 2015، ولكن مع التقدم التكنولوجي المستمر، يُتوقع أن ينخفض هذا الرقم إلى 26 كجم بحلول عام 2030.
علاوة على ذلك، أدت التحسينات في أنظمة الأسلاك ذات الجهد العالي إلى تقليل محتوى النحاس المستخدم في السيارات، حيث انخفض من 30 كجم لكل مركبة في 2015 إلى 17 كجم متوقعًا بحلول عام 2030.
التحول إلى الألومنيوم
ظهر الألومنيوم كبديل عملي للنحاس في بعض مكونات السيارات الكهربائية، مثل قضبان التوصيل وحزم الأسلاك، حيث يوفر الألومنيوم وزنًا أخف وتكلفة أقل، مما يجعله خيارًا مفضلًا في بعض التطبيقات.
ومع ذلك، لا يزال النحاس يحتفظ بدوره الأساسي في بعض المكونات بسبب قدرته الفائقة على التوصيل الكهربائي، وعلى الرغم من التراجع في استخدام النحاس، تشير التوقعات إلى أن الطلب العالمي عليه سيستمر في النمو بسبب التحول نحو السيارات الكهربائية.
النحاس والسيارات الكهربائية
بحلول عام 2030، من المتوقع أن يتجاوز الطلب على النحاس في السيارات الكهربائية 2.5 مليون طن سنويًا.
هذا الطلب الكبير يعكس الأهمية المتزايدة للنحاس في دعم التحول إلى مستقبل منخفض الكربون، حيث لا يمكن الاستغناء عنه في العديد من التطبيقات الأساسية داخل السيارات الكهربائية.
المصدر: