اقتصاد

هل يعيش الاقتصاد الأمريكي ركودًا؟

هل يعيش الاقتصاد الأمريكي ركودًا؟

منذ أن انهارت أسواق الأسهم العالمية في مطلع الشهر الجاري، تصاعدت التخوفات من ركود محتمل في الاقتصاد الأمريكي من شأنه أن ينعكس على العالم ككل.

وجاءت تلك الانهيارات في أعقاب التقارير التي أظهرت تزايدًا كبيرًا في أرقام البطالة داخل أكبر اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى ضعف قطاع التصنيع.

ولكن هل يعاني الاقتصاد الأمريكي بالفعل من الركود؟

بحسب قاعدة Sahm، فإن شهر يوليو الماضي شهد انخفاضًا حادًا في الأسهم، مع استمرار التقارير الأضعف عن الوظائف.

وتُعد قاعدة ساهم هي المؤشر الأكثر موثوقية حول حالات الركود التي عاشتها الولايات المتحدة منذ عام 1949.

وابتكرت تلك القاعدة الخبيرة الاقتصادية “كلوديا ساهم” في عام 2019، والتي تُشير إلى أنه عند ارتفاع متوسط ​​معدل البطالة في الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أشهر بمقدار 0.5 نقطة مئوية عن أدنى مستوى له في 12 شهرًا، فإنها تعيش بالفعل في حالة ركود.

ولكن في نفس الوقت تُعتبر تلك الإشارات مبالغ فيها بسبب ديناميكيات سوق العمل الفريدة التي نشهدها اليوم.

ويوضح الرسم البياني التالي مؤشرات قاعدة ساهم عن الركود في الولايات المتحدة خلال التاريخ الحديث، معتمدة على بيانات من بنك الاحتياطي الفيدرالي، وبنك أوف أمريكا.

هل يعيش الاقتصاد الأمريكي ركودًا؟
فترات الركود التي عانى منها الاقتصاد الأمريكي عبر قاعدة ساهم

توقيت تفعيل مؤشر ساهم

في الجدول التالي، يوضح موقع Visual Capitalist التواريخ التي تم تفعيل قاعدة ساهم بها، ويسلط الضوء على كيفية تجاوز المؤشر عتبة 0.5 نقطة مئوية خلال جميع فترات الركود الأمريكية الماضية تقريبًا.

وبحسب بيانات الجدول، تم تفعيل قاعدة ساهم خارج فترة الركود في مرة واحدة فقط خلال عام 1959، ثم حدث الركود بعد 5 أشهر.

وبصورة أوضح، فإن معدل البطالة الفعلي لا يؤثر عادة، ولكن التأثير على الركود يحدث نتيجة التغير من أدنى مستوياته في 12 شهرًا.

ويمكن أن يرجع ذلك إلى العوامل الديموغرافية التي تؤثر على البطالة بمرور الوقت، مثل شيخوخة السكان.

هل يعيش الاقتصاد الأمريكي ركودًا؟

وقد يساهم معدل التغير في تحولات الديناميكيات الاقتصادية أيضًا بشكل أسرع، كما يمكن أن يؤدي زيادة عدد العمال العاطلين عن العمل إلى إضعاف الطلب الاستهلاكي، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات البطالة.

وخلال الوقت الحالي، ارتفع معدل البطالة بعد أن كان بالقرب من أدنى مستوى له تاريخي له، وذلك بسبب طبيعة القوى العاملة في الولايات المتحدة.

وفي عام 2024، يرجع ارتفاع البطالة إلى توسع مجموعة العمالة، مدفوعًا جزئيًا بالعمال المهاجرين إلى أمريكا الذين لم يجدوا وظيفة بعد.

وكان ذلك هو العامل الأبرز لتفعيل قاعدة Sahm، وهو ما يختلف عن فترات الركود السابقة التي حدثت بسبب تسريح العمال.

المصدر: Visual Capitalist