يعكف مجلس الشورى على دراسة أسباب ارتفاع نسبة التقاعد المبكر، ومحاولة البحث عن حلول لتشجيع الأفراد للبقاء في العمل.
يأتي ذلك مع اقتراب انتهاء دورة المجلس الثامنة والتي يفصلنا عنها 14 يومًا فقط.
ولكن ما الذي قد يدفع للتقاعد المبكر؟
من منظور واسع قد يحمل التقاعد المبكر سلبيات وإيجابيات، فمن ناحية قد يقلص فترة العمل التي تساعد على جمع المزيد من المدخرات.
ولكن من ناحية أخرى قد يساعد على التحرر من العمل في وقت لا زالت فيه الصحة جيدة.
وهناك عدة أسباب قد تؤدي لاتخاذ قرار التقاعد المبكر ومنها:
الاستمتاع بالحياة
مع وجود مزيد من الوقت دون عمل، يُتيح التقاعد المبكر الاستمتاع بالأشياء التي ربما يمنعك العمل عنها مثل السفر والهوايات والقراءة والتعلم والطبخ.
صحة أفضل
الاستمتاع بحياة يتطلب صحة أفضل، وهو أمر قد لا يكون متوفرًا عن التقاعد في السن الطبيعي ببلوغ الـ60 عامًا أو أكثر.
ولذلك فإن التقاعد المبكر يمنحك مزيد من وقت الفراغ في عمر أبكر تكون فيه صحتك لا زالت في قمتها.
البحث عن الشغف
لا يعني التقاعد المبكر بالضرورة انتهاء الحياة العملية، بل هو فقط الابتعاد عن الوظيفة التي توفر لك الأموال.
ولكن من ناحية أخرى قد يبدأ الشخص في بعض الأعمال البسيطة أو الخاصة، مثل التدريس أو إنشاء مشروع خاص، والتي لا توفر بالضرورة عائد مادي ولكنها تكون مرضية شخصيًا.
رعاية الأسرة
عادة ما يستحوذ العمل على أغلب الوقت ما لا يسمح بمنح الأسرة المزيد من الاهتمام والرعاية، وعند التقاعد يكون الشخص في مرحلة عمرية لا تسمح له برعاية غيره.
ولكن التقاعد المبكر يمنح الفرصة لتقديم الرعاية الأسرية سواء كانت للوالدين أو الأشقاء، وقضاء المزيد من الوقت معهم.
الإجهاد البدني والعقلي
يعمل العديد من الأشخاص في وظائف مرهقة تؤثر على صحتهم البدنية والعقلية، وتضغهم تحت ضغط عال، ولذلك يكون قرار ترك الوظيفة هو الخيار الأفضل.
خطط أخرى
قد يلجأ الأشخاص إلى التقاعد المبكر لتنفيذ خطط أخرى مثل السفر أو تنفيذ مشروع خاص أو تحقيق أحلام أخرى مؤجلة.
إيجابيات وسلبيات التقاعد المبكر
قد تكون بعض الأسباب التي تم ذكرها سابقًا لاتخاذ قرار التقاعد المبكر هي نفسها الإيجابيات التي يشملها هذا الاختيار.
ومن بين تلك الإيجابيات الاستمتاع بالوقت في السفر، الحفاظ على الصحة وفرصة للبدء في مهنة جديدة.
ولكن فيما يخص السلبيات فإنه ينطوي على:
تدهور الصحة
البدنية منها بسبب قلة الحركة إذا اقتصر نشاط الشخص على التواجد في المنزل، وكذلك العقلية لما قد يصيب الشخص المعتاد على العمل من اكتئاب وملل.
ضمان اجتماعي أقل
الانسحاب مبكرًا من العمل قد يترتب عليه انخفاض قيمة الضمان الاجتماعي والمعاش، مقارنة بما قد يكون عليه إذا حدث التقاعد في السن الطبيعي.
استثمار المدخرات
التقاعد المبكر يُجبر صاحبه على التفكير في طريقة لاستثمار مدخراته، وإلا سيكون مصيرها الانتهاء في وقت أبكر مما يتوقع.
وهذا على العكس من التقاعد في السن الطبيعي، إذا يضمن العمل لسن الـ60 أو الـ70 استثمار أكبر للمدخرات الشخصية.
كيف يمكن تشجيع الأفراد على البقاء في العمل؟
اقترح أحد النشطاء على منصة “إكس” بعض الحلول لتشجيع الموظفين على البقاء في العمل ومنها: فتح الترقيات طوال العام، وإعطاء كل مجتهد حقه.
كما اقترح وجود رقابة على الرؤساء المعطلين لبعض الموظفين المتميزين وتحقيق المساواة بين الجميع في الحوافز وعدم اقتصارها على فرع دون آخر.
وقال: “طبيعي الموظف سيبحث عن التقاعد المبكر إذا له عشرين سنه بنفس المرتبة”.
وقال ناشط آخر: ” بيئة العمل وأوقات العمال وساعات العمل وعدم وجود إجازة أسبوعية كافية، وهذا كله يحتاج مراجعة نظام العمل وتعديل ساعات العمل النظامية”.
وأشار حساب آخر إلى أن الضغوط النفسية والإجهاد الذي يواجهه الشباب في بيئة العمل قد يكون السبب وراء اختيارهم التقاعد المبكر لتجنب المزيد من الضغوط.
وركّز الحساب على عدم الرضا عن الوظيفة أو بيئة العمل وغياب الاستقرار الوظيفي الذي يقف وراء التقاعد المبكر.
المصدر: smartasset/ investopedia