سياسة

النفط الروسي يغير بوصلة التجارة العالمية في ظل حرب أوكرانيا

منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير 2022، فرضت الدول الغربية عقوبات وقيودًا على النفط الروسي القادم إلى الغرب.

ورغم ذلك، اتبعت دول أخرى سياسة توطيد العلاقات مع روسيا ومن بينها الهند والصين وتركيا.

ولتوضيح مستقبل التجارة المتعلقة بالنفط في ظل الفجوة المتزايدة بين الدول التي تتجنب النفط الروسي والدول التي تستفيد من فائض العرض، أعد موقع Visualcapitalist الرسم التالي.

واعتمد الموقع على بيانات من تقرير سوق النفط الصادر عن وكالة الطاقة الدولية لشهر فبراير 2024 حول صادرات النفط الروسية من عام 2021 إلى عام 2023.

النفط الروسي يعمق من التفكك العالمي في ظل حرب أوكرانيا
رسم يوضح تأثير الوقود على التجزئة السياسية بين الدول

الدول التي خفضت أو حظرت النفط الروسي

فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حظرًا كاملًا على النفط الروسي منذ الغزو، وتراجعت الواردات من 600 ألف برميل يوميًا في عام 2021 إلى الصفر بحلول أواخر عام 2022.

وعلى نفس النهج، خفض الاتحاد الأوروبي من وارداته، والذي يُعد من أكبر الكتل التي تعتمد على النفط الروسي.

وتراجعت واردات الكتلة من بأكثر من 80%، لتنخفض من 3.3 مليون برميل يوميًا في عام 2021 إلى 600 ألف برميل يوميًا في عام 2023.

 النفط الروسي يعمق من التفكك العالمي في ظل حرب أوكرانيا

كما خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ – التي تضم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا – وارداتها من النفط الروسي.

رفع الواردات

على الناحية الأخرى زادت بعض الدول من وارداتها من النفط الروسي، والتي وجدت فرصة في زيادة المعروض مع تراجع الطلب من الدول الداعمة للعقوبات الغربية.

ومن أبرز تلك الدول الهند والتي رفعت وارداتها بأكبر كمية في الفترة من 2021 إلى 2023، بما يصل إلى 1.9 مليون برميل يومًيا، بعد أن كانت 100 ألف برميل يوميًا فقط.

النفط الروسي يعمق من التفكك العالمي في ظل حرب أوكرانيا
حجم الزيادة في واردات الدول من النفط الروسي في الفترة من 2021 إلى 2023

ورفعت الصين أيضًا من واردتها من النفط الروسي بأكثر من 40% خلال نفس الفترة، كما زادت تركيا من واردتها بمقدار 500 ألف برميل يوميًا إضافية.

وشهدت العديد من المناطق الأخرى – مثل أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية – ارتفاعات طفيفة في الواردات.

تحويل التبعيات التجارية

تُشكل تلك التبعيات الجديدة تأثيرًا على السوق العالمية للنفط الخام، إذ أصبحت روسيا أقل اعتمادًا على الغرب وأكثر قربًا من الصين.

وفي الفترة بين عامي 2022 و2023، كان أكبر تحول تصاعدي في تقديرات الاعتماد التجاري الثنائي للأونكتاد هو اعتماد روسيا المتزايد على الصين (+7.1٪).

النفط الروسي يعمق من التفكك العالمي في ظل حرب أوكرانيا
يحسب الأونكتاد التبعيات التجارية على أنها نسبة التجارة الثنائية بين البلدين إلى إجمالي التجارة في الاقتصاد التابع

وكان هذا التقارب مع الصين بمثابة شريان الحياة لروسيا بعد غزو أوكرانيا، فبحسب المجلس الأطلسي فإن الصادرات الصينية إلى روسيا نمت بنسبة 121% منذ عام 2021.

في المقابل ارتفعت الصادرات الصينية إلى بقية أنحاء العالم ارتفعت بنسبة 29%، خلال نفس الفترة.

على الناحية الأخرى، أصبحت روسيا أقل اعتمادًا على الاتحاد الأوروبي بنسبة (-5.3٪). كما اتخذت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خطوات للابتعاد عن الصين بشكل أكبر مع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية.

النفط الروسي يعمق من التفكك العالمي في ظل حرب أوكرانيا
التغير السنوي في اعتماد الدول على بعضها في استيراد النفط الروسي

ويُعد سوق النفط الروسي أبرز مثال على الطريقة التي تغير بها التوترات الجيوسياسية بوصلة التجارة العالمية.

وفي حين أن حجم الصادرات الروسية من النفط ظلت ثابتة طوال فترة الحرب المستمرة لأكثر من عامين الآن، إلا أنها أحدثت تحولات كبيرة في شركائها التجاريين الرئيسيين.

المصدر: Visualcapitalist