تحاول سلاسل التوريد العالمية مواكبة الطلب على السلع، وسط اضطرابات العمالة الناتجة عن تفشي فيروس كورونا.
يعاني العالم حاليًا من أزمة كبيرة في الشحن وسلاسل التوريد وهي أزمة يصفها الخبراء بغير المسبوقة، أزمة الشحن أدت إلى زيادة أسعار السلع عالميًا، بل واختفاءها في العديد من الدول.
وترى صحيفة “إيكونوميست” البريطانية أن قطاع الشحن البحري يعاني بشدة، لافتة إلى زيادة تكاليف الشحن بشكل كبير، حيث إن متوسط كلفة نقل حاوية كبيرة، طولها 40 قدما، يتجاوز 10 آلاف دولار، وهذا يمثل أربعة أضعاف السعر العام الماضي.
وعلى سبيل المثال فإن شحن حاوية من ميناء شنغهاي الصيني، إلى نيويورك الأمريكية كان يكلف حوالي 2500 دولار في 2019، بينما وصلت التكلفة الآن إلى حوالي 15 ألف دولار، والتي قد ترتفع إلى 20 ألف دولار بسبب الحصول على مكان مؤقت للانتظار في الميناء.
تُرى كيف بدء الشحن البحري وكيف تطور؟
البداية
قبل آلاف السنين أبحر الإغريق والرومان والبرتغاليون وغيرهم حول العالم لكن ذلك استغرق وقتًا، حيث استغرقت الرحلة الأولى للمستكشف “فاسكو دا غاما”، من أوروبا لآسيا نحو سنة، وهذا فتح تجارة التوابل، إذا عادت سفينة محملة بالتوابل الآسيوية بأمان إلى أوروبا فقد تكسب ثروة.
لكن التحميل والتفريغ كانا شاقين، إذ كانت البضائع معبأة بشكل مختلف تمامًا في البراميل والأكياس والصناديق الخشبية، ولا يمكن تكديسها إلا بصعوبة.
ثم أتى في منتصف القرن العشرين ما يسمى بالحاوية، الآن يمكن تعبئة البضائع بأمان وتكديسها بسهولة، حيث تمكنت أول سفينة حاويات من حمل 58 صندوقًا فولاذيًا فقط.
[two-column]
لاتزال الرحلة من الصين إلى شمال أوروبا، تستغرق أسابيع عدة لكنها رخيصة، حيث يكلف نقل الحاوية الواحدة نحو 1300 يورو فقط.
[/two-column]
في الطريق إلى العولمة أصبح شحن الحاويات ذا أهمية متزايدة، اليوم يتم نقل نحو 90% من البضائع التجارية عن طريق البحر، حيث يوجد حاليًا ما يزيد عن ستة آلاف سفينة نشطة.
يعد بحر الشمال وبحر البلطيق، من بين أكثر البحار التي يتاجر من خلالها الناس في العالم.
تغير المناخ أنشأ مسارًا جديدًا عبر الممر الشمالي الشرقي، يذوب الجليد في الشمال ويصبح المسار صالحًا للملاحة في الصيف، طريق مختصر مرحب به عبر قناة السويس.
تبلغ مساحة سفينة “إتش إم إم الجيسيراس”، أكبر سفينة حاويات في العالم أكثر من 3 ملاعب كرة قدم، حيث يمكنها نقل ما يقارب 24 ألف حاوية قياسية.
لاتزال الرحلة من الصين إلى شمال أوروبا، تستغرق أسابيع عدة لكنها رخيصة، حيث يكلف نقل الحاوية الواحدة نحو 1300 يورو.
سلبيات الشحن البحري
الشحن البحري له سلبيات منها أن معظم السفن تعمل على زيت الوقود الثقيل، وتطلق الكثير من الملوثات على حساب البيئة والحياة البحرية.
مشكلة أخرى في حالة الرياح القوية يمكن أن تسقط الحاويات غير المؤمنة في البحر، فتطفو البضائع في الماء وتجرف إلى الشواطئ.
وفقًا للمجلس العالمي للشحن يتم فقدان 675 حاوية في المتوسط كل عام، بينما يشك علماء البيئة أن الرقم أعلى من ذلك بكثير.