علوم

تلسكوب جيمس ويب يرسم خريطة الطقس لكوكب يبعد 280 سنة ضوئية

استخدم العلماء تلسكوب جيمس ويب الفضائي لرسم خريطة للطقس على كوكب يبعد 280 سنة ضوئية عن الأرض – وهو عملاق غازي ساخن يواجه أحد جوانبه الشمس بشكل دائم والآخر يحدق في الظلام الأبدي.

ويتكون الكوكب ذو الوجه يانوس، المسمى WASP-43b، بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم وهو أكثر سخونة بكثير من أي عملاق غازي في نظامنا الشمسي، وذلك بسبب قربه من نجمه المضيف، الذي يدور حوله مرة كل 19 ساعة أرضية.

ماذا اكتشف العلماء؟

اكتشف الباحثون الآن أن قفل المد والجزر هذا يسخن بشكل دائم جانبًا واحدًا من الكوكب إلى درجات حرارة تبلغ حوالي 2300 درجة فهرنهايت (1260 درجة مئوية) – وهي ساخنة بدرجة كافية لصهر الحديد، وهذه الحرارة الحارقة تبخر الصخور وتحملها إلى السحب.

ووجد العلماء أن الفرق في درجة الحرارة بين النهار والليل، وهو أكثر برودة نسبيًا عند 1110 فهرنهايت (600 درجة مئوية)، يؤدي إلى رياح شديدة يمكن أن تصل سرعتها إلى 5600 ميل في الساعة (9000 كم / ساعة).

نشر الباحثون تقريرهم عن الطقس خارج كوكب الأرض في 30 أبريل في مجلة Nature Astronomy.

تم اكتشاف WASP-43b في عام 2011 وتمت دراسته في البداية بواسطة التلسكوبات الفضائية هابل وسبيتزر، لكن الدقة الفائقة لتلسكوب جيمس ويب التقطت الآن التفاصيل الدقيقة لغلافه الجوي.

لقياس درجة حرارة الكوكب، استخدم الباحثون أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI) الخاصة بـ JWST لقياس الضوء الصادر من النظام كل 10 ثوانٍ لأكثر من 24 ساعة.

وقال المؤلف الرئيسي تايلور بيل، الباحث في معهد أبحاث منطقة الخليج البيئي في سان خوسيه، كاليفورنيا: “من خلال مراقبة مدار كامل، تمكنا من حساب درجة حرارة الجوانب المختلفة للكوكب أثناء دورانها في الأفق. من ذلك، يمكننا بناء خريطة تقريبية لدرجة الحرارة في جميع أنحاء الكوكب.”

كشفت قياسات الأشعة تحت الحمراء التي أجراها تلسكوب جيمس ويب الفضائي أيضًا عن التركيب الكيميائي للكوكب، والذي يتضمن بخار الماء، ولكنه يفتقر إلى الميثان.

عادة ما يتم إنتاج الميثان على الكواكب من هذا النوع عبر التفاعلات بين الهيدروجين وأول أكسيد الكربون، ولكن الرياح العاتية للكوكب قد تحمل هذا الميثان إلى الجانب النهاري للكوكب حيث يتم تدميره بواسطة الإشعاع العنيف لنجمه المضيف.

ولمتابعة النتائج الحالية، يستخدم فريق آخر أداة مقياس طيف الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRSpec) التابع لجيمس ويب لتحسين خريطة درجة الحرارة وقياس أول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكوكب ذي الوجهين.