حذر رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورج بريندي، من انزلاق العالم إلى أزمة ديون عالمية، قائلًا إن نسب الدين تقترب من مستويات غير مسبوقة.
وقال بريندي خلال الاجتماع الخاص بشأن التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية، الذي عقده المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، إن الاقتصادات المتقدمة قد تواجه خطر “الركود التضخمي”.
وأشار بريندي إلى أن تلك النسب لم نشهدها منذ عشرينيات القرن التاسع عشر، وحال عدم تطبيق الإجراءات الاقتصادية الصحيحة، سيواجه العالم عقدًا من النمو المنخفض.
تخوفات
تُشير التقديرات إلى أن النمو العالمي هذا العام سيصل إلى 3.2%، ويرى لدان ميرفي، من سي إن بي سي، إن الأمر ليس سيئًا للدرجة، ولكنه يختلف عن اتجاه النمو المعتاد خلال العقود الماضية عند 4%.
ويقول ميرفي إن هذا التراجع يبعث على الخوف من حدوث تباطؤ مثل الذي شهدناه في سبعينيات القرن الماضي مع بعض الاقتصادات الكبرى.
وتابع ”لم نشهد هذا النوع من الديون منذ الحروب النابليونية، ونحن نقترب من أن تحقق الديون نسبة 100% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية العقد”.
ونصح ميرفي بضرورة أن تُعيد الحكومات النظر في الطريقة التي يتم من خلالها خفض الديون، واتخاذ الإجراءات اللازمة مع تجنب الركود.
ولفت ميرفي إلى الضغوط التضخمية المستمرة، متوقعًا أن يلعب الذكاء الاصطناعي التوليدي دورًا في دعم جهود العالم النامي.
مستويات الديون المرتفعة
كان صندوق النقد الدولي حذر مسبقًا من أن الدين العام العالمي ارتفع إلى 93% من الناتج المحلي الإجمالي خلال 2023.
وهذا الرقم يُعدل أعلى من مستويات ما قبل الوباء بـ9 نقاط مئوية، وتتماشى تحذيرات ميرفي مع هذا التقرير.
ووفق التقرير، تشهد كلا من الصين والولايات المتحدة مستويات مرتفعة من الديون، موضحًا أن هناك ضغوطًا على أسعار الفائدة والدولار مدفوعة بالسياسة المالية الفضفاضة في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أن المستويات المرتفعة من الديون تفرض ارتفاعًا في تكاليف التمويل في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي قليلا، قائلا إن الاقتصاد العالمي أثبت ”مرونته بشكل مدهش” على الرغم من الضغوط التضخمية وتحولات السياسة النقدية.
ويضع الصندوق توقعات للنمو العالمي عند نسبة 3.2% خلال 2024، لترتفع عن 0.1% خلال التوقعات السابقة في يناير الماضي.
رؤية ضبابية
على الجانب الآخر تفرض التوترات الجيوسياسية الحالية مثل الصراع بين إسرائيل وإيران رؤية ضبابية على مستقبل الاقتصاد العالمي.
وقال بريندي إن الوضع صعب التنبؤ به ويمكن أن يخرج عن السيطرة في أي وقت.
وتوقع أن يصل سعر برميل النفط إلى 150 دولارًا حال تطور الصراع بين إيران وإسرائيل، ما ينعكس بالسلب على الاقتصاد العالمي.
المصدر: CNBC
