تمكّن علماء صينيون من تطوير أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها اكتشاف 3 أنواع من السرطان، باستخدام قطرة دم واحدة مجففة.
وأظهرت الأداة نتائج إيجابية في تمييز المرضى الذين سبق تشخيصهم بسرطان البنكرياس والمعدة والقولون والمستقيم، والأشخاص غير المصابين بالسرطان.
ولم يستغرق تحليل عينة الدم التي تم أخذها من الأشخاص في التجربة سوى 5 دقائق فقط، وفق البحث المنشور في مجلة Nature Sustainability، الإثنين الماضي.
ويمكن للأداة أن تحدد إصابة المريض بالسرطان بنسبة 82% إلى 100%، وذلك عن طريق بعض المواد الكيميائية التي تكتشفها في دم المصاب.
كيف تعمل الأداة؟
وتعتمد الأداة الجديدة على التعلم الآلي، وهو أحد أنواع الذكاء الاصطناعي لتحليل المنتجات الثانوية لعملية التمثيل الغذائي، أو المستقلبات، في عينات الدم.
وهذه المستقلبات هي المؤشر الحيوي على وجود السرطان في الجسم، وتتواجد في الجزء السائل من الدم المعروف باسم المصل.
ويرجح الباحثون أن يتم اتسخدام تلك الطريقة في تشخيص السرطان في المراحل المبكرة من المرض، أو للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض ملحوظة.
وتستخدم الأداة أقل من 0.05 ملليلتر من الدم لتشخيص هذه الأمراض.
وفي حين أن سرطانات البنكرياس والقولون والمستقيم والمعدة من أكثر الأنواع انتشارًا، إلا أنه لا يوجد أي اختبارات دم يمكنها اكتشاف الأمراض.
وفي المقابل، يعتمد الأطباء في الأغلب على التصوير والإجراءات الجراحية للكشف عن الأنسجة السرطانية.
أهمية التقنية الجديدة
يقول الدكتور تشاويوان كوانغ، الأستاذ المساعد في كلية ألبرت أينشتاين للطب وأخصائي الأورام في نظام مونتيفيوري الصحي – غير مشارك في البحث- إن الدم المجفف أرخص في الجمع والتخزين والنقل، مقارنة بالسائل.
وبحسب ما نقله موقع “لايف ساينس” عن كوانغ، فإن سهولة تخزين الدم المجفف يمكن أن تساعد في تعميم اختبارات الكشف المبكر عن السرطان في جميع أنحاء العالم.
ولكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على أن التقنية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في القريب، ويرجح كوانغ أن تستغرق سنوات قبل أن يتم تعميمها على المرضى.
وفي إحدى التجارب، مكنهم استخدام بقع الدم المجففة من اكتشاف 81.2% من حالات سرطان البنكرياس، مقارنة بـ 76.8% باستخدام عينات الدم السائلة.
وقال كوانغ إن الأداة تمتلك العديد من الإمكانات الهائلة، وبإجراء تطويرات بسيطة عليها سيمكن استخدامها في الكشف عن أنواع أخرى من السرطانات.
وتتطلب تلك الاختبارات تجارب سريرية موسعة، على عينة من آلاف المرضى، بحسب المدير المشارك لبرنامج القولون والمستقيم في مركز سرطانات الجهاز الهضمي في مركز ييل للسرطان، مايكل تشيني.
المصدر: Livescience