يستدعي القطب الشمالي صورًا للفراغ، تؤدي درجات الحرارة المنخفضة بشكل قاسِ إلى مناظر طبيعية قاحلة وقليلة السكان، خاصة وأنها بعيدة عن متناول معظم المسافرين، إذ أن عدم إمكانية الوصول هذا هو أول ما جذب المصور النمساوي جريجور سيلر إلى المنطقة.
سحر القطب الشمالي
وقال في مقابلة بالفيديو “أحب هذا الجو الخام وهذا الضوء المثير، حيث ينكشف كل شيء” موضحًا أن القطب الشمالي “كان دائمًا ما يسحره”. “فمن ناحية، تشعر أن البرية تريد قتلك، ومن ناحية أخرى، الحياة ممكنة وتستمر. هناك أشياء تحدث في هذه الأماكن النائية تؤثر علينا جميعًا، ومن المهم أن يفهم الناس هذه التطورات.”
مثل المنطقة نفسها، غالبًا ما تكون هذه المرافق قاسية وباردة. تتكون من أشكال هندسية حادة وعناصر هيكلية مكشوفة، وتبرز أشكالها الوظيفية في مواجهة كآبة بيئتها.
قال سيلر: “أريد من عملي أن يُظهر الطبيعة المكشوفة للغاية لهذه المنشآت”، وأضاف أيضًا: “أحاول الحصول على انطباع عن المساحة الكاملة التي أعمل فيها، ثم أقرر ما هي التفاصيل المهمة التي يجب التقاطها من أجل منح الغرباء إمكانية الوصول إلى هذه المساحة باستخدام الصور.”
أبنية في مناطق قاحلة
أثناء تصوير المشروع، تحمل Sailer عواصف ثلجية ودرجات حرارة أقل من 60 درجة فهرنهايت تحت الصفر، ويستخدم كاميرا لا تعتمد على البطاريات (التي يمكن أن تستنفد بسرعة في درجات حرارة شبه متجمدة)، مما يمنحه أقل قدر من مسببات القلق في هذه المناخات القاسية.
لا يزال العمل مع الفيلم بشكله التقليدي يترك المصور عرضة للعوامل الجوية، حيث يمكن أن يتلف أو يفقد بسهولة، ومع ذلك، يفضل Sailer العمل التناظري: “جزء من اللعبة هو المخاطرة، فهو يزيد وعيي، ويجعلني أهدأ.”
في ظاهرها، تكشف الأبنية في صور سيلر القليل عن وظائفها، توجد الهوائيات وأطباق الأقمار الصناعية وخطوط الطاقة المعلقة بين أبراج الرادار، في القواعد العسكرية ومنشآت البحث على حد سواء.
لكن المصور قال إن صوره تهتم أكثر باستكشاف كيفية عمل الهندسة المعمارية بالتداخل عن المناظر الطبيعية.