سياسة عالم

منها التحول لدولة تشبه كوريا الشمالية.. 5 سيناريوهات محتملة لمستقبل روسيا

استعرضت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية في مقال تحليلي مطول، 5 سيناريوهات محتملة لمستقبل روسيا، التي تخوض منذ فبراير 2022 حرباً في أوكرانيا، والتي تبعها تصريحات رسمية لمسؤوليها تنتنقد عالم القطب الواحد، وتسعى لنظام عالمي جديد، بديلاً للنظام الذي تشكّل بعض انهيار الاتحاد السوفيتي، بقيادة أمريكية وغربية.

ويقول الكاتب: “ينبغي للقراء الذين يبحثون عن احتمالات بشأن مسار روسيا أن يستشيروا أسواق الرهان. وما يتعين على المسؤولين الغربيين وغيرهم من صناع القرار أن يفعلوه بدلاً من ذلك هو النظر في مجموعة من السيناريوهات”.

وتشمل هذه السيناريوهات: “الاستقراء من الاتجاهات الحالية بطريقة يمكن أن تسهل التخطيط للطوارئ. تدور السيناريوهات حول محاولة عدم المفاجأة. وغني عن الإشارة إلى أن العالم يفاجئ باستمرار، وقد يحدث شيء مستحيل التنبؤ به. ومع ذلك، هناك خمسة احتمالات مستقبلية محتملة لروسيا، ويتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يضعوها في الاعتبار”، حسب كاتب المقال.

روسيا تصبح مثل فرنسا

وبالنسبة للسيناريو الأول، فقد شبه فيه الكاتب روسيا بفرنسا، مستعرضاَ رحلة تحولاتها ومحطاتها البارزة حتى أصبحت فرنسا تتمع بسيادة القانون ولم تعد تشكل أي تهديد لجيرانها. يقول: “تمتلك روسيا أيضًا تقليدًا دولتيًا وملكيًا سيستمر بغض النظر عن طبيعة أي نظام سياسي مستقبلي، وتمتلك تقليدًا ثوريًا مشحونًا لم يعد أيضًا مغامرة مستمرة ولكنه يعيش في المؤسسات والذكريات كمصدر للإلهام والتحذير”.

يتابع: “إن فرنسا المعاصرة دولة عظيمة، رغم أنها لا تخلو من منتقديها. لقد سارت فرنسا على طريق متعرج من الحروب وغيرها لتصبح ما هي عليه اليوم. إنها تقدم أقرب ما يكون إلى نموذج واقعي لروسيا المزدهرة المسالمة. وإذا أصبحت روسيا مثل فرنسا ــ الدولة الديمقراطية التي تتمتع بنظام حكم القانون الذي ترف في ماضيها الاستبدادي والثوري ولكنها لم تعد تهدد جيرانها ــ فإن ذلك من شأنه أن يشكل إنجازاً رفيع المستوى”.

تراجع

أما السيناريو الثاني فيتحدث عن احتمالات أن تشهد روسيا تراجعاً وتقهقراً، يقول الكاتب: “نظراً لجغرافيتها الأوراسية المترامية الأطراف وعلاقاتها الطويلة الأمد مع أجزاء كثيرة من العالم، فضلاً عن كيمياء الانتهازية، فإن روسيا لا تزال قادرة على استيراد العديد من المكونات التي لا غنى عنها لاقتصادها على الرغم من العقوبات الغربية”.

يتابع: “وعلى الرغم من هذه الحيلة وعلى الرغم من اعتياد الرأي العام على الحرب، فإن النخب الروسية تعرف الإحصائيات الدامغة. وهم يدركون أن التنمية الطويلة الأجل في روسيا، باعتبارها دولة مصدرة للسلع الأساسية، تعتمد على نقل التكنولوجيا من البلدان المتقدمة”.

ويضيف: ” على الرغم من أن النظام الاستبدادي الروسي أثبت مرة أخرى قدرته على الصمود في الحرب، إلا أن افتقار بوتين الخطير إلى الاستثمار المحلي والتنويع، وزيادة الضائقة الديموغرافية، ودوره في انحدار البلاد إلى التخلف التكنولوجي، يمكن أن يجبر القوميين المتشددين – ومن بينهم العديد من النخب – على التمرد. وقد ينجم التقشف عن التعجيل بخروج بوتين، أو قد يأتي بعد وفاته الطبيعية. ومن الممكن أيضًا فرضها عليه دون إقالته من خلال تهديدات سياسية ذات معنى لحكمه”.

العلاقات مع الصين

أما السيناريو الثالث، فقال الكاتب إنه يتمثل في أن تكون روسيا تابعة، في ظل الدور الذي لعبته الصين في التحول إلى الطبقة المتوسطة في روسيا والازدهار الاقتصادي في عهد بوتين، يوضح: “الروس يخشون قوة الصين، والعديد من الصينيين الذين لديهم ضعف في الازدراء يسخرون من روسيا على الإنترنت. ولا يزال أنصار الحزب الشيوعي الصيني لا يرحمون تدمير موسكو للشيوعية في جميع أنحاء أوراسيا وأوروبا الشرقية”.

يتابع: “يرتكز التضامن بين البلدين على معاداة الغرب الثابتة، وخاصة معاداة أمريكا. ومع تحول الصين، الشريك الأصغر السابق، إلى الشريك الأكبر. ولكن خلاف ذلك، فقد أدت العقوبات الغربية إلى تسريع خسارة صناعة السيارات المحلية في روسيا لصالح الصين”.

كما تجنبت القيادة الصينية بشدة الاعتماد على روسيا في الحصول على الطاقة أو أي شيء آخر. بل على العكس من ذلك، أصبحت الصين بالفعل رائدة عالمية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتعمل على إزاحة روسيا باعتبارها اللاعب العالمي الأكبر في مجال الطاقة النووية.

فوضى

أما السيناريو الرابع فهو أن تصبح روسيا مثل كوريا الشمالية، وأن يأخذ بوتين عدائه للغرب إلى أبعد مدى: “روسيا يمكن أن تصبح أشبه بكوريا الشمالية العملاقة: قمعية محلياً، ومعزولة دولياً ومعتدية، ومسلحة بأسلحة نووية، ومعتمدة بشدة على الصين ولكنها لا تزال قادرة على مقاومة بكين”، يقول الكاتب.

فيما يتمحور السيناريو الخامس حول أن “تدخل روسيا في حالة من الفوضى، ويمارس نظام بوتين التهديد بالفوضى والمجهول لدرء التحديات الداخلية والتغيير. ولكن في حين تعمل روسيا على زرع الفوضى في الخارج، من أوروبا الشرقية إلى وسط أفريقيا والشرق الأوسط، فإن روسيا نفسها قد تقع ضحية لها”، حسب الكاتب.

اقرأ أيضاً: